شهدت الكرة السعودية، وخاصة في دوري روشن للمحترفين، تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، مع دخول العديد من الأسماء التدريبية العالمية، وارتفاع مستوى المنافسة والاحترافية في ظل هذه الأجواء، يبقى التساؤل مطروحًا: هل يُعامل المدرب السعودي كمدرب تحديات طويلة المدى، أم كمدرب طوارئ يلجأ له النادي في أوقات الأزمات؟
واقع المدرب السعودي في دوري روشن
لا يمكن إنكار أن حضور المدرب السعودي في دوري روشن محدود مقارنةً بنظرائه الأجانب، وعادةً ما يتولى المدرب المحلي المسؤولية في ظروف استثنائية فمثلاً عند إقالة المدرب الأجنبي المفاجئة او في المراحل الحرجة من الموسم (الهروب من الهبوط - مباريات حاسمة) أو لتسيير الأمور مؤقتًا حتى التعاقد مع اسم جديد اجنبي .
هذه المواقف جعلت الكثير من المتابعين يصفون المدرب السعودي بمدرب الطوارئ، وهو المصطلح الذي يعني الاعتماد عليه فقط في الظروف الصعبة، دون منحه الثقة الكاملة لقيادة المشروع الفني على المدى البعيد .
وهناك أمثلة من الواقع حين تولى سعد الشهري مهمة تدريب المنتخب السعودي الأولمبي وحقق نجاحات ملموسة، لكن لم يُمنح فرصة تدريب نادٍ كبير في دوري روشن الي ان تم الاستغناء عن مدرب نادي الاتفاق جيرارد كاسم كبير من بين المدربين الأجانب كذلك تم الاستعانة بكثير من الاسماء في السابق امثال الكابتن ناصر الجوهر وغيره من الاسماء الي اخر الاسماء التي تمت اضافتها الي اسماء مدربين دوري روشن المدرب محمد الشلهوب ، هذه الأمثلة تدل على أن المدرب السعودي غالبًا ما يُستخدم كحل سريع، بدلاً من أن يكون جزءًا من خطة استراتيجية لبناء فريق قوي ولكن هناك تحديات كثيره تواجه المدرب السعودي لعل من ابرزها نقص الثقة من إدارات الأندية التي ترى ان المدرب الأجنبي اكثر خبرة وله جاذبية إعلامية اكبر ، السؤال هنا هل يستطيع المدرب السعودي أن يكون مدرب تحديات؟
بكل تأكيد، هناك أسماء سعودية تملك مقومات النجاح والقدرة على خوض تحديات كبيرة، لو مُنحت الثقة والوقت من ابرزهم المدرب سعد الشهري الذي اثبت نجاحه مع المنتخبات السعودية وكذلك تدريبة لنادي الاتفاق في الفترة الماضية والتي اثمره بتجديد الثقة له من قبل إدارة نادي الاتفاق للموسم القادم من اجل بناء فريق منافس للمراكز الأولى في الدوري بالموسم القادم ولا نغفل عن المدرب خالد العطوي
والذي عاد مجدداً لدوري روشن مع فريق ضمك والمدرب محمد العبدلي الذي حقق حضوراً جيداً مع فريق التعاون ونرى مؤخراً المدرب محمد الشلهوب وما صنعه مع الهلال ولكن المشكلة الأساسية تكمن في غياب المشاريع طويلة المدى للمدرب السعودي وصبر أداراه الأندية والاستقرار الفني لو توافرت هذه العوامل، لتحول المدرب السعودي من مدرب طوارئ إلى مدرب تحديات قادر على بناء فرق تنافسية وتحقيق بطولات ، ختاماً المدرب السعودي يمتلك الطموح والقدرات، لكنه يعاني من محدودية الفرص وضعف الثقة وإذا ما أُعطي ما يستحق من وقتٍ ودعم، فسيكون منافسًا قويًا للمدربين الأجانب الذين يرهقون ميزانيات بعض الأندية ولا يقدم ما ينتظر منه لذا من الضروري أن تتبنى الأندية مشروعًا وطنيًا حقيقيًا يمنح المدرب السعودي أدوارًا قيادية لا تقتصر على الطوارئ، بل تمتد لتصبح تحديًا طويل المدى يليق بكفاءته وقدرته على الإبداع ، دوري روشن ينتظر ثورة وتألق المدرب المسعودي .





