بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ودّعنا اليوم الاحد ١٤٤٦/١١/٢٠
رجلاً لم يكن عابرًا في حياتنا… بل كان مناراتها ونبع دفئها ومجلسها الذي لا يُطفأ نوره ودّعنا الوالد محمد سعد المطلق (أبو سعد) بوجهٍ مضيءٍ بالنور يشهد له القاصي والداني بحُسن الخاتمة وطيب السيرة ونقاء السريرة
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدّم بأحر التعازي والمواساة إلى زوجته الوفية رفيقة دربه وأبنائه وبناته وأحفاده البارين جزاهم الله خيرا وأصدقائه وكافة أفراد العائلة ومحبيه وأهل الجشة جميعا في وفاة الوالد الغالي (أبو سعد)الرجل الطيب خفيف الروح وصاحب المبسم الجميل والقلب الكبير
لقد كان رمزًا للكرم وسندًا للجميع وحريصًا على جمع شمل العائلة رحل بجسده لكن بقي أثره في القلوب وذكراه في المجالس،ونوره في محياه الذي شهد به كل من ودّعه
نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويجعل ما قدّمه من خير وحرص على الألفة في ميزان حسناته وأن يربط على قلوب أهله ورفيقة عمره ويجمعنا به في جنات النعيم
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لم يكن الراحل كغيره… كان قليل الكلام كثير الفعل يحمل في قلبه حكمة الكبار ونظرة بعيدة المدى تؤمن أن قوة العائلة في جمعتها وأن في تماسك الأهل سر البركة والثبات عاش حياته يسعى لهدف سامٍ لم يكن فيه لنفسه نصيب بل كله لأجل “نحن” لا “أنا”. حلمه الكبير كان أن ترى العائلة لها مجلسًا يجمعها يؤويهم في الفرح والحزن يضم القلوب قبل الأجساد… وقد تحقق الحلم بجهده وحرصه وسخائه
كان الوالد محمد كريماً لا لأنه يملك بل لأنه ينبع بالعطاء فالسخاء ليس مالاً بل نفسٌ تعرف أن ما يُعطى يبقى وما يُحتكر يزول أعطى من قلبه وابتسم من روحه
قاعدة ذهبية تعلمناها من رجال العائلة وفى مقدمتهم بوسعد كان الميزان ان القوى ماليا والكريم روحيا يدفع أكثر من الموظف ميسور الحال
فكرمك السرى طغى وأسست قاعدة لكل العوائل والمجالس ان القافلة لن تسير بدون كرماء أكرمك الله بالدخول من باب الصدقة فى الجنة
وكان إذا حضر خفّ الكلام وإذا غاب ثقل المكان
لقد فهم أبو سعد الدرس الذي غفل عنه كثيرون… أن القدر لا يُقاس بالمناصب ولا بالأموال ولا بالتصوير والجلوس فى مقدمة المجالس بل بالمواقف والعطاء والنية كان كبير السن حقًا لا بعدد السنين، بل بما حمل في قلبه من همة عالية وهمّ صادق لا يفتر حتى جمع القلوب وترك لنا إرثًا من المحبة والوحدة والتآلف
واليوم، حين نظرنا إلى وجهه في وداعه الأخير… لم نجد إلا نورًا، وسكينة وطمأنينة وجه يشعّ بالنور
بوسعد المطلق… وجهٌ من نور ورحيلٌ على طُهر
رحل بوسعد والبِشر في محيّاه بحسن الختام
حين يبتسم الوداع في أبهى ختام
أنه بوسعد صاحب الوجه المنوّر
بوسعد سيرة عطرة وخاتمة مشرقة
رحيل النور لمحمد كما يليق بالطيبين أمثالك
مات من أحبّ الله فأحبه الله نعم ومليون نعم
إذا أحبّ الله عبدا ارتحل بوجهٍ من نور
رحلت يا أبا سعد… لكن وجهك لا يزال بيننا يضيء
يابوسعدغادرتنا والبِشر لم يفارق محياك
وداعاً لصاحب الوجه المنوّر في قلوبنا”
بكيناك يا محمد… لكن نورك خفف وجع الرحيل
رحل بصمت… وترك فينا أثراً لا يُنسى
غيّبك الموت وأبقى سيرتك وضيئة
ياوالد الجميع الوجه الذي لا يُنسى وعند الله حسن الضيافة
رحلت مبتسماً كأنك تخبرنا أن اللقاء هناك أجمل
نحسبه على خير، ولا نزكّي على الله أحدًا. لقد كان وداعه مختلفًا… لأنه كان رجلاً مختلفًا.
أيها الأب الطيب… يا من غرست بيننا شجرة المحبة وسقيتها بعطائك ها نحن نُكمل ما بدأت… نجتمع في مجلسك نحمل رسالتك ونذكرك بدعواتٍ تخرج من قلوبٍ أحبّتك بصدق.
نم قرير العين يا أبا سعد… فقد أبقيت لنا من نورك ما يكفينا حين يشتد الظلام
عندما يتحدث الصمت بأفعالك ويشهد لك العمل قبل القول أزف إليك هذا الحديث النبوي الشريف:
إذا أحبَّ اللهُ عبدًا، نادى جبريلَ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا، فأحبِبْه، فيُحبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا، فأحبُّوه، فيُحبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ.”
أسأل الله أن يجعل لنا ولك من القبول في الأرض والسماء ما تقر به أعيننا.
لقد ترك إرث عظيم وهو حب الأهل والناس بسبب اخلاقه العالية وكرمة فى السر
اسأل الله أنك سبقتنا الى جنات النعيم وها أنت الليلة فى ضيافة أكرم الاكرمين جعل الله قبرك روضة من رياض الجنة وروحن وريحان ورب راض غبر غضبان
كتبة إبنك إسماعيل محمد المطلق ابو صهيب





