فوجئتُ، كما فوجئ غيري من رواد الكشافة السعودية ، باعتذار القامة الوطنية والتربوية ، الأستاذ الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد، عن مواصلة رئاسته لرابطة رواد الكشافة السعودية. هذا الاعتذار، بقدر ما كان مفاجئًا، بقدر ما كان لائقًا بهدوء ووقار شخصيته القيادية، التي خدمت الكشافة السعودية والعربية والدولية لعقود، أكد لكم باننا خسرنا أخا وزميلا عزيزا له بصمة واضحة على خارطة العمل الكشفي أولا ثم عمل رواد الكشافة والمرشدات ، فشكرا له من الأعماق
لكن ما أثار استغرابي – بل استغراب الكثير من الزملاء الرواد – هو الصمت المطبق من الجهات المعنية بعد هذا الامر المهم .
أين الجمعية العمومية لرابطة رواد الكشافة السعودية ؟ لماذا لا تعمل وفق اللوائح لديها لمواجهة مثل هدا الامر !!
لماذا لم يصدر عنها أي توضيح أو موقف أو حتى مطالبة بمعرفة ما بعد الاعتذار؟
أين مجلس إدارة رابطة رواد الكشافة السعودية ؟
لماذا لم يبادروا بإصدار بيان يشرح فيه مسار الرابطة بعد هذا التطور المفصلي؟
من هو البديل القادم ، وهل هناك في التشكيل نائب للرئيس يتولى الأمور حتى انعقاد الجمعية العمومية أو صدور التوجيه من المرجع ؟
وهل لدى جمعية الكشافة العربية السعودية توجيه أو تصور بخصوص مستقبل الرابطة؟
هل هناك إجراءات قادمة؟ قرارات مرتقبة؟
أم أن الأمور تُترك للزمن… حتى ينكشف الخبر كما يقول المثل الشعبي "شمس تطلع وخبر يبان" !!
نحن نتحدث عن كيان وطني كبير، يجمع نخبة من الرجال والنساء الذين أفنوا أعمارهم في ميادين الكشافة، وقدموا للوطن والمجتمع خلاصة تجاربهم وخبراتهم، ولا زالوا يحملون راية العطاء في مجالات متعددة. رابطة رواد الكشافة السعودية ليست اسماً فقط، بل كيان يضم العشرات – بل المئات – من الرواد الذين يمثلون تاريخاً وتراكماً من الإنجاز والعمل الوطني التطوعي.
إن الصمت تجاه مصير هذه الرابطة بعد اعتذار رئيسها، ليس إلا فراغًا مؤقتًا قد يتسبب في ارتباك داخلي وفقدان للاتجاه، ما لم تُبادر الجهات المختصة إلى توضيح الرؤية وتحديد المرحلة المقبلة.
إننا – كأعضاء في هذا الكيان – لا نبحث عن إثارة ولا تشكيك، بل نمارس حقنا في التساؤل، والمطالبة بالشفافية، والمشاركة في صنع المستقبل. من باب الحرص والانتماء والوفاء لتاريخ طويل من العمل الكشفي، ننتظر بيانًا واضحًا ومسؤولًا من رابطة رواد الكشافة السعودية (الكيان) ، ومن جمعية الكشافة العربية السعودية (مرجع الكيان) أيضًا، يضع الجميع في صورة الواقع، ويرسم ملامح ما هو قادم.
فهل نسمع قريبًا من يسمعنا؟
أم نكتفي – كعادتنا – بأن نكتب اليوم لعلّنا نُفاجأ غدًا بقرارات أُعدّت دون علم من هم في قلب هذا الكيان!!
هذا ما خطر ببالي… وقد كُتب ما كُتب، وما توفيقي إلا بالله.





