مع نهاية أعمال موسم الحج بدأ البعض من مساهمي ومساهمات بعض شركات أرباب الطوائف يعدون عدتهم ، ويضعون خططهم لعزل مجالس الإدارات التي لا تتوافق وأهوائهم ، وتلبي متطلباتهم ، في خطوة اعتدنا سماعها نهاية كل موسم حج ، معتقدين أن النظام الذي منحهم الحق في المطالبة بعزل مجلس الادارة سيمنحهم الحق في تنفيذ مطلبهم وقتما يشاؤون ، وبأي طريقة يريدون دون الاستناد لمبررات نظامية .
وان كنت اتفق مع البعض في عزل مجلس الادارة كحق كفله النظام ، غير ان هذا الحق ينبغي ان يبنى على أسس وقواعد صحيحة تستند للنظام ، وتوثق تدني مستوى الخدمات المقدمة للعملاء ، وانخفاض العائد المالي ، وارتفاع المصروفات ، وتراكم الخسائر ، وقد تكون المطالبة بالعزل واجبة في حال صدور قرار قضائي يتضمن وجود مخالفات قانونية ، او تجاوزات مالية .
لكن أن تكون المطالبة بعيدة عن الحقائق ، ومستندة على الاهواء وإشباع الرغبات ، ومنها أن رئيس مجلس الإدارة أبلغ المساهمين أن إدارة علاقات المساهمين بالشركة هي الجهة المسؤولة بالتواصل معهم ، ويمكن لمساهمي الشركة التواصل معها في حال وجود أي مشكلة أو حاجة تستدعي ذلك ، لكونها الجهة التي تقوم بالدور المحوري في التواصل مع جميع المساهمين ، وتوفير المعلومات التي يحتاجون إليها وفقا للنظام ، كما أنها مخولة بإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه المساهمين ، والعمل على ضمان حصولهم على كافة حقوقهم ، سواء تمثلت في التصويت على قرارات الجمعية العمومية أو الأرباح الخاصة بهم .
ولأن بعض المساهمين يرون أن في قيام إدارة علاقات المساهمين بالتواصل معهم أمر غير مرغوب ، فهم يرون أن من وأجب رئيس مجلس الإدارة القيام بالتواصل المباشر معهم ، والرد على اتصالاتهم ، وتحويل مكتبه من مركز لدراسة خطط وبرامج الشركة إلى مركاز لشرب الشاي كما كان زمن المؤسسات !
وهناك من أو يطالب بعزل مجلس الإدارة ليس لأخطاء ارتكبت ، بل ليتمكن الأخ من التحول من عضو مجلس ادارة إلى رئيس للمجلس !
وآخرون يطالبون بعزل المجلس لعودة من كانوا بالأمس يحتلون مقاعد مجالس الادارات في مؤسسات الطوافة لعقود عدة ، ولم يقدموا ما يشفع لهم من أعمال تذكر سوى تحقيق مصالحهم الخاصة !
قد تكون هناك أخطاء ارتكبتها بعض مجالس الادارات تمثلت في الاختيار الغير موفق للرئيس التنفيذي للشركة من خلال تجاوز الشروط المحددة والمؤهلات المطلوبة مما جعله غير قادر على اتخاذ أي قرار لعدم إلمامه بنظام إدارة الشركات ، وعدم قدرته على التواصل مع العملاء لعدم توفر لغة أجنبية لديه .
وهناك أيضا من الأسباب التي تدعو لعزل المجلس تعيين مدير التنفيذي للشركة غير مؤهل علميا ولا عمليا ، ومنحه صلاحيات تفوق صلاحيات رئيس مجلس الإدارة ، والمطالبة بعزل المجلس هنا تكون مبنية على ضعف شخصيته ، وسوء ادارته وغياب تخطيطه ، مما ادى لظهور النرجسية ، وعودة التفكير التقليدي المبني على كلمة " هانت " .
كما أن الاختيار الغير موفق للمدير التنفيذي يعني " التوقف عن الابتكار " ، و " الافتقار إلى الموضوعية " ، و " الفشل في توضيح ثقافة الشركة " ، نظرا لمحدودة ثقافته الإدارية والمعرفية .
وخلاصة القول فإن من يطالب بعزل مجلس الإدارة الناجح صاحب الشخصية القوية والأعمال الملموسة ، إما أن يكون مقاوم للتغيير ، أو يسعى للعودة إلى الماضي لتحقيق مصالحه التي غابت بعد أن كشفت الأوراق تلاعبه واستغلاله لمنصبه .
ومجلس الإدارة الناجح هو الذي يتميز بالفعالية والكفاءة في تحقيق أهداف الشركة، ويقوم بذلك من خلال مجموعة من الصفات والمهارات ، منها القيادة القوية القادرة على التوجيه والتحفيز ، والخبرة المتنوعة ، والاستقلالية والنزاهة ، والتواصل الفعال بين المجلس والإدارة التنفيذية ، والقدرة على وضع استراتيجيات واضحة لتحقيق أهداف الشركة على المدى الطويل ، وهو القادر على حماية مصالح المساهمين ، وتحقيق الاستدامة للشركة .
وحتى تنجح شركات أرباب الطوائف في أعمالها وتحد من المطالبة بعزل مجالس الإدارات ، فعليها أن تبحث عن فريق عمل ناجح يحمل أفكارا إبداعية قادرة على مواكبة التطلعات ، ومبتكرة وفريدة ، تقدم منتج جيد وخدمة مميزة ، فالقيادة القوية والفريق المتميز أساس النجاح لأي عمل .
بقلم - أحمد صالح حلبي

أعزلوا مجلس الإدارة !!
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/articles/314769/




