الشعر كان ولا يزال مرآة الشعوب وثقافتها، فالشعر عبر العصور كان متنفسًا للبشرية، فالشاعر ما تجود به قريحته بعد مخاض في خياله، وبعد لمسات الوجود بروحه، يخرج قصائد جميلة تعبر عن المشاعر وواقع الشعوب، في صورة رائعة تعكس الحياة والبيئة التي يعيشها الشاعر.
المرأة الشاعرة تضيف أنوثتها وحنانها وعنفوانها إلى الشعر، فتُبهر في وصفها ومشاعرها، فهي العازفة على أوتار القلب، وملكة على عرشها.
في تفاصيل حوار شاهد الآن مع الشاعرة الصديقة الصدوقة سمية مبارك، تظهر الأنفة والعنفوان والأنوثة الطاغية ، متمردة وشرسة كلبؤة، تحافظ على الشعر بأسلوبها الخاص.
- في البداية من هيا سميه مبارك ؟
هي شاعرة جزائرية، أصيلة ولاية الوادي، في رصيدها الأدبي 13 ديوانًا شعريًا، ومؤلفات جماعية مشتركة مغاربية وعربية.
في المسافة بين كلمة وأخرى، يولد الشعر، وفي المسافة بين وطن وذاكرة، تولد سمية مبارك، شاعرةً تحمل قلبًا من نبضات الوطن، وقصيدةً من أنفاس الأرض.
دائمًا تقول: “افتح صندوق الكلمات، لأسمع صوت الحنين يخطو على الورق. اخترتُ الشعر طريقًا في زمن يعاند الشعراء، كي أقول إن الكلمة لا تموت، وإن الحبر وطن من لا وطن له، وإن القصيدة لا تخون من كتبوها بدم القلب.”
– كيف ترى سمية المجال الثقافي العربي؟
أراه طائرًا يرفرف بجناحٍ مكسور فوق أسوار الوقت، تطارده الرياح ولا يسقط،
تؤلمه الغربة ولا يموت.
المجال الثقافي العربي حلمٌ يقاوم القحط، ويضيء في ليلٍ طويل، بشمعة الشعر والموسيقى وحبر الكتب ، هو ساحة معركة بين الصمت والكلمة، وأنا اخترت أن أكون مع الكلمة.
– وكيف تبدع سمية الشاعرة التوقيت والزمان؟ ومن ملهمها؟
أنا ابنة اللحظة، أعجن الوقت بأصابعي أدق أبواب المسافة ، وأربّي الوقت في دفاتري ،ملهمي هو السؤال الذي ينهض في الليل ولا ينام، هو وجه أمي حين تنادي اسمي، هو طائر عابر في ذاكرة الصباح، هو قلبي حين يشتاق إلى ما لا أعرفه.
– يقال لكل منا حنين للطفولة، هل سمية بداخلها طفلة تحن لطفولتها؟
أنا تلك الطفلة التي لم تغادرني، تجلس في ركن القصيدة، تلعب بظل الكلمات،
تضحك على المطر حين يبلل قدميها، وتسألني: متى نعود إلى شجرة الرمان؟
الطفلة داخلي لا تكبر، تعلّمني كيف أبقى شفافة كحلم.
– والمرأة الشاعرة، هل تختلف عن العادية؟ وأين تجد سمية نفسها كأنثى؟
المرأة الشاعرة تحمل قلبين: قلبها، وقلب القصيدة، تسمع ما لا يسمعه الآخرون،
تبكي حين تبتسم، وتضحك حين تكتب عن الفقد ، أنا أجد نفسي امرأة في القصيدة، وأجد القصيدة في المرأة التي أكونها، أنا امرأة تشبه المطر: تأتي دون موعد، وتترك الأرض خضراء.
– هل لديك حلم لم يتحقق؟
الحلم مثل الغيمة، لا نطالها، لكنها تعطينا المطر، نعم، لدي حلم:أن أكتب بيتاً من الشعر ،ينقذ قلب إنسان من الانكسار، أن أزرع وردة في يد كل طفل،وأن أرى هذه الأرض ،تصحو على سلامٍ لا يخونها.
– ما هو اللون الذي تفضلينه؟
ألوان الغروب، لأنها تجمع الأحمر والأرجواني ودمعة الشمس، ألوان تختصر الحنين، وتقول: انتهى يوم وسيأتي يوم.
– هل تحبين البحر؟ وهل هو صندوق أسرارك؟
أحب البحر، لأنه مرآة روحي حين أضيع، وصندوق أسراري حين أختنق بالكلام.
أحدثه ولا يرد، لكنه يحتفظ بكل شيء ، ولا يشي بأسراري حتى للريح.
– هل واجهت صعوبات في مشوارك الأدبي؟
الصعوبات كانت كالجبال، لكن الشعر كان جناحي الذي يعبرها، واجهت الصمت، واجهت الجهل، واجهت الوحدة، لكني بقيت أكتب، لأن الكتابة كانت النجاة.
– من الداعم لسمية؟
أمي كانت أول داعم، ثم الكلمة حين قبلتني تلميذة لها، ثم كل قارئ يشعر بقلبي في حرفي، هو دعمي الذي لا أراه، لكنني أسمعه في نظرة الامتنان.
– كيف تعبر سمية عن فرحها وحزنها؟
حين أفرح، أكتب، وحين أحزن، أكتب ، أنا لا أعرف طريقة أخرى للفرح والحزن
إلا بالقصيدة، هي لغة جسدي وروحي، وهي صوت قلبي حين يضحك ويبكي معاً.
وفي الختام الشعر ذاك النجم المضيى داخل كل شاعرة ينير قصائده من رحم بيئته و قلاع الهامه وكيف لأمة لا يكرم فيها الشعر والشعراء وهو اساس ثقافتها فلنحي مجده و نعتز به دوما




