في مشهد مؤثر شهدته أروقة مطعم “تلوم” السياحي بمدينة الداخلة، حيث تقيم الوفود الكشفية المشاركة في المخيم الكشفي الدولي فعالياتها، تجلت أسمى معاني الشوق والانتماء للحركة الكشفية، حين لم يتمالك أحد العاملين في المطعم نفسه أمام بهجة الحضور الكشفي، وسارع بطلب المشاركة الفعلية في المخيم، خارج أوقات عمله.
الشاب (سودهاهان شريف ) من جزر القمر ، أحد أفراد فريق الخدمة بالمطعم، لم يكن مجرد عامل يؤدي عمله اليومي، بل كان كشافًا سابقًا في فرقة (ويزومبيلي) وما زالت الحركة الكشفية تنبض في قلبه. وما إن رأى الكشافة يدخلون المطعم بزيهم الموحد ومناديلهم التي ترفرف على صدورهم، حتى اشتعلت في داخله جذوة الحنين، فاقترب من القادة بخطى يملؤها الشغف، وقال:”أنا كشاف.. والكشفية لا تغادر القلب. أرجو أن أشارك معكم خارج أوقات عملي.”
طلبه قوبل بالترحيب والاحترام، ليضرب بذلك مثالًا حيًّا على أن الكشاف لا يُفارق روحه العمل الكشفي، مهما تباعدت الأيام أو تغيّرت الأماكن.
وأكد (سودهاهان شريف ) ، في حديثه مع أحد القادة المشاركين أن:”الكشفية ليست مجرد مرحلة، بل هي انتماء راسخ في النفس، وحركة تجري في العروق كما يجري الدم.”
ولم يكتفِ (سودهاهان شريف ) ، بالمشاركة الرمزية، بل انخرط في أنشطة الخدمة العامة والتفاعل مع الكشافة من مختلف الدول، حاملاً معه روح الكشاف الحقيقي، وذاكرة عامرة بالمخيمات والأناشيد الليلة.
قصة “(سودهاهان شريف ) ، ” كانت حديث الجميع في المخيم، وعبّرت عن عمق الأثر الذي تتركه الحركة الكشفية في نفوس منتسبيها، حتى وإن حالت الظروف دون استمرارهم في صفوفها. فهي، كما قال، “روح لا تُطفأ، ورسالة لا تنتهي.”






