أكدت القائدة الكشفية المصرية يمنى سلامة أن الإقليم الكشفي العربي يتميز بصفات تجعله الأوفر حظًا والأكثر قدرة على النجاح، مستغربة في الوقت ذاته عدم استضافة أي نسخة من التجمع الكشفي العالمي (الجامبوري) حتى الآن ، وأيدت (سلامة ) فرض نظام الحماية من الأذى على المستويين المحلي والدولي، جاء ذلك في حوار أجرته مع صحيفة “شاهد الآن” الإلكترونية.
وتحدثت عن قضايا عديدة تتعلق بالحركة الكشفية وأثرها على حياتها الشخصية. وإليكم ما جاء في الجزء الأول من حديثها.
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا القائدة الكشفية والمرشدة السياحية المصرية يُمنى سليمان محمود سلامة، حاصلة على بكالوريوس إرشاد سياحي في العام 2000، وأعمل في الإرشاد السياحي باللغتين الإنجليزية والألمانية، والإرشاد السياحي أساس في حياتي، كرّمني الله بأسرة كشفية، انخرطت في الكشفية منذ سن مبكرة، بمرافقة والدتي وأسرتي إلى المخيمات والمعسكرات الكشفية قبل البدء في النشاط، وتربيت على المبادئ الكشفية التي تركت أثرًا طيبًا في حياتي وأسهمت في تميزي في عملي، لأنني أطبّق المبادئ التي تعلمتها في الكشفية يوميًا، لأنها أصبحت أسلوب حياة بالنسبة لي.
- ماهي مهامك الكشفية على المستوى الوطني والإقليمي؟
مارستُ الكشفية وتدرجتُ في التأهيل القيادي حتى وصلتُ إلى شارة قائد تدريب دولي، وتوليتُ مهمة مفوض دولي في جمعية المرشدات المصرية، وعضو مجلس إدارة الاتحاد العام للكشافة والمرشدات المصرية، وهذه أول مهمة ومسؤولية توليتها، ثم توليتُ مهام عديدة جدًا، منها: عضو فريق التدريب الوطني، وعضو لجنة العلاقات الخارجية.
على المستوى الدولي، توليتُ مهمة عضو فريق التخطيط الدولي في التجمعات الكشفية (الجامبوري)، وكنتُ من أوائل العرب في فريق التخطيط في مخيم السويد 2011م، ثم عملتُ في مخيمات دولية عدة (اليابان، وأمريكا، وكوريا)، وأنا الآن مكلفة في فريق التخطيط الدولي في مخيم بولندا 2027م، ومستشارة المنظمة الكشفية العالمية للحماية من الأذى، ونائب رئيس المركز الكشفي العربي سابقًا، ثم توليتُ مهمة رئيس مجلس الإدارة بعد وفاة القائد منذر الزميل ، وفي سجلي، عملتُ مع الاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب متطوعة منذ عام 2007، والآن مسؤولة عن الحماية من الأذى في الاتحاد.
- ماهو أهم اثر تركته الكشافة لديك ، وماهي اهم ذكرياتك فيها ؟
الكشافة تركت فيّ آثارًا كثيرة وعديدة، وأهم شيء لا أنساه هو المشاركة الأولى في الكشافة، في مخيم بالمملكة المتحدة، في لندن تحديدًا، وكان عمري نحو 12 سنة، وكنت ضمن بعثة خارجية.
رأيت في تلك المشاركة كل شيء جديد عليّ، وشاهدت كيف يتعامل العالم، وأقمت مع أقراني لمدة أسبوعين. هذه التجربة ما زالت محفورة في ذهني، ولن أنساها أبدًا، لأن هذه المشاركة فتحت ذهني على التعامل مع الاخرين ومشاهدة ممثلي كل الدول في مكان واحد
- دعينا نخرج عن مشوارك الكشفي واسالك عن سؤال يدور في ذهني دائما ، لماذا فرض نظام الحماية من الأذى رغم اعتقاد المنتمين إليها بانها مجتمع مثالي في الغالب ؟ وإلى أي مدى تؤيدي الحماية من الأذى ؟
أنا في رأيي أن كل المجتمعات فيها جانب سلبي وآخر إيجابي، ومجتمع الكشافة ليس مجتمعًا منزهًا، ففيه ما فيه من سلبيات وإيجابيات، ولذلك فإن نظام الحماية من الأذى أصبح ضرورة لتطبيقه في الكشافة ، ومن طبعنا كبشر – حتى داخل الكشافة – أن نُخطئ ونُصيب، فالمجتمع الكشفي ليس مثاليًا، وهناك أخطاء كثيرة وسلبيات عديدة، وهناك ممارسات سيئة وتصرفات غير جيدة، وكنا في السابق نعالجها داخل الكشافة بطرق مختلفة، حتى تم استحداث برنامج الحماية من الأذى، فكان هو الحل الناجع لكافة الإشكاليات في العمل الكشفي، وأصبح تطبيقه إجباريًا على كل الجمعيات.
وأنا أؤيد هذا النظام الرائع جدًا، خصوصًا بعدما تم ترتيبه وصياغته في قالب ممتاز، وأصبح التطبيق أسهل، لأن بنود الكشافة أصلاً تؤيد مبدأ الحماية من الأذى، وهو الآن يُعد فرضًا لحماية الجميع من الأذى.
وأنا شخصيًا واحد ممن تعرضوا للأذى كثيرًا. من ذلك مثلًا، أثناء مشاركتي في بعض الأنشطة، كان يتم التشكيك في ترشيحي ويُقال إنه بسبب “المحسوبية”، وهذا الأمر كان يؤذيني كثيرًا، إلى جانب التنمّر على قصر قامتي ، الحماية من الأذى اليوم تُعلّم الناس أن يُدركوا ما يُعانيه الآخرون، ولدينا الآن “الآذان الصاغية” التي تُسهم في حل الكثير من الإشكاليات بشكل مباشر.
ـــــــــــــــــــــ
تابعونا في الجزء الثاني هناك المزيد من الاثارة




