نواصل معكم نشر سلسلة الحوارات الخاصة مع المبدعة يمنى سلامة ، حيث خصصنا مساحة للغوص في تجاربها الشخصية، واستكشاف رؤاهم التطويرية، ورصد مواقفها الملهمة التي شكّلت جزءًا من الذاكرة الكشفية الجماعية.
وفي هذا الجزء الثالث من الحوار، نكمل لقاءنا المميز مع القائدة والرائدة الكشفية يمنى سلامة، التي قدمت للحركة الكشفية تجربة فريدة، جمعت بين القيادة والتطوع، الحكمة والشغف، والرؤية والإلهام.
بصراحتها المعهودة وروحها الإيجابية، تكشف لنا القائدة يمنى عن مواقف إنسانية مؤثرة من مشوارها، وتوجّه رسائل واضحة وعميقة لكل من ينتمي إلى الحركة الكشفية من قادة وكشافة ورواد. تؤكد أن التواصل بين الأجيال ليس خيارًا بل ضرورة، لضمان استمرارية الرسالة الكشفية الأصيلة.
وفي هذا الجزء، كان الحديث أكثر دفئًا وإنسانية، حيث سلطت الضوء على دور رواد الكشافة، داعية إلى عدم الاكتفاء بتكريمهم الرمزي، بل تمكينهم من أداء أدوارهم القيادية كشركاء في التخطيط والتنفيذ.
كما توجهت بكلمات محبة لزملائها في الميدان، ورسائل تحفيزية للكشافين الشبان، داعية الجميع إلى التمسك بالقيم النبيلة للحركة، والعمل الجاد لتطويرها بما يليق بتاريخها العريق ومستقبلها الواعد.
نصل معكم إلى ختام هذا الجزء من الحوار، ونترك في نهايته مساحة خاصة للقائدة لتقول ما لم يُقَل بعد… بكلمات نابعة من القلب. إليكم التفاصيل.
- دعينا نخرج قليلًا عن روتين الحوار، وأسألك: لو طُلب منك توجيه نصيحة إلى زملائك القادة، وإلى أبنائك وبناتك من الكشافة، وأيضًا إلى من هم خارج الإطار الكشفي، فماذا تقولين لهم؟
أولًا، أقول لزملائي القادة، خصوصًا لمن هم على رأس المسؤوليات:لا تنسوا أنكم كنتم يومًا ما كشافة، فلا تسمحوا للمنصب أو المهمة بأن تُخرجكم عن روح الكشاف الحقيقي.
كونوا قريبين من القادة والكشافين، سهّلوا عليهم الأمور، وقدموا لهم الدعم والمساعدة… فهكذا تكون الكشافة.
أما لأبنائي وبناتي من الكشافين، فأقول:أنتم الأمل والمستقبل. آمنوا بما أنتم فيه، ومارسوا نشاطكم الكشفي بكل حب ورغبة، وحققوا التوازن بين حياتكم الأسرية والعلمية، وبين نشاطكم الكشفي.
أما لمن هم خارج الإطار الكشفي، فأقول:تعالوا وعيشوا معنا التجربة الكشفية. صحيح أن ليس كل البشر يمكن أن يكونوا كشافة، لكن هناك كشافة وهناك من يحتاجون فقط إلى الدعوة ليعيشوا هذه الحياة المليئة بالقيم والتجارب الجميلة ، الفكرة الشائعة عن الكشافة لدى البعض مغلوطة، والتجربة هي خير برهان.
- وقبل الختام، أسألك من هم رواد ورائدات الكشافة؟
رواد الكشافة هم أشخاص مهمون، ومن بينهم “أمي” الحبيبة و”خلتي” وغيرهم الكثير. وأنا أرى أن دورهم كبير ومهم، ويجب أن يكونوا دائمًا جزءًا لا يتجزأ من أي لقاء أو مناسبة كشفية.
عندما أتابع رواد الكشافة في الوطن العربي، ألاحظ أنهم لم يأخذوا حقهم الطبيعي، رغم أن نشاطهم وتواجدهم واضحان للعيان ولا يمكن لأحد أن يغفل عنهما.
نلاحظ كيف أن هؤلاء المؤثرين جدًا لهم دور كبير على الكشافة والقادة على حد سواء، لأن هناك جانبًا مهمًا في كل نشاط، خصوصًا النشاط الكشفي، وهو تواصل الأجيال. فهم كانوا كشافة وقادة، ولهم صولات وجولات في الميدان.
وأطالب بأن يكونوا جزءًا من الجمعيات الكشفية، وليسوا مستقلين، لأنهم ما زالوا ضمن نفس الإطار، ولديهم الكثير من الخبرات التي يجب الاستفادة منها في كل مخيم أو معسكر كشفي.
كما يجب أن يتواجد القادة الكشفيون في لقاءات الرواد، ويمكن جمع رواد الكشافة مع القادة والكشافة على طاولة واحدة للاستفادة والعمل معًا في تخطيط المخيمات والمعسكرات.
أنا لست من مؤيدي الاعتماد على الشباب فقط دون وجود خبرات الرواد، فالشباب وحدهم لا يكفي، وكذلك الرواد يحتاجون الشباب. ويمكن لكل الأجيال أن تجلس معًا لتعمل سوية لتحقيق الأفضل.
- وصلنا إلى نهاية الحوار، والكلمة الأخيرة متروكة لك.؟
أتقدم بخالص الشكر والتقدير على اهتمامكم بتسليط الضوء على برامج الكشافة والاهتمام بشؤونهم ودعم مسيرتهم. كما أخص بالشكر صحيفتكم الموقرة “شاهد الآن” الإلكترونية، لما تتميز به من حضور إعلامي فاعل وتفرّد دائم في متابعة أخبار الحركة الكشفية، وإبراز مناشطها بكل مهنية واهتمام.





