أكدت القائدة مريم بجكور أن الكشفية “منهج حياة” يقدّم للإنسان كل ما يحتاجه في قالبٍ منظم ومرتب، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنها حققت الكثير في حياتها من خلال انخراطها في النشاط الكشفي.
جاء ذلك في حوار خاص أجرته مع صحيفة “شاهد الآن الإلكترونية”، على هامش حضورها لمخيم الداخلة الكشفي الدولي، المقام في جنوب المملكة المغربية.
وتحدثت بجكور عن العديد من المواضيع المتعلقة بالكشفية، والتوجه الجديد نحو “السياحة الكشفية”.
إليكم ما جاء في الجزء الأول من حوارها:
- نتعرف عليك أولا ؟
أنا القائدة مريم بجكور من المملكة المغربية، وتحديدًا من مدينة فاس. لي مسيرة كشفية تمتد لأكثر من 30 سنة، كنت خلالها صديقة للأطفال، وقريبة من المرشدات والرائدات.
أحمل همًا كبيرًا من أجل المرشدة والرائدة، وأطالب بتمكينهن من المهارات الكشفية اللازمة، حتى تنعكس إيجابًا على حياتهن. فبامتلاك المهارات، تستطيع المرشدة اتخاذ القرار بثقة، وتؤمن بنفسها، وتصوغ أهدافها في الحياة وتسعى لتحقيقها.
أطمح أن تكون كل مرشدة قائدة داخل منزلها، تُحسن تربية أبنائها، وتتعامل بحكمة مع زوجها، وتنجح في إدارة أسرتها. وفي موقع العمل، تكون منتِجة، تمتلك المهارات التي تمكّنها من التفوق، وتُكسبها محبة واحترام زملائها وزميلاتها، وتساعدها على بناء علاقات قوية، لتكون قائدة بحق في أي موقع توجَد فيه.
- في رأيك، كيف يمكن للحركة الكشفية تحقيق كل ذلك؟ وهل تسير بثبات نحو تنمية الزهرات، والمرشدات، والرائدات؟
نعم، الكشفية حققت لهن ما يضمن تفوقهن في مختلف الميادين. وأنا، على سبيل المثال، أعتبر كل الكشافة والمرشدات أبنائي، كوني لم أرزق بأبناء. وهذا نابع من اكتسابي المهارات اللازمة للتعامل مع مختلف الفئات داخل الحركة الكشفية.
- وماذا تقدم الكشفية للإنسان بصفة عامة؟ وكيف استطاعت الكشفية تحقيق ما ذكرتيه؟
أنا أعتبر الكشفية منهجًا يقدّم للإنسان كل ما يحتاجه من أجل النمو المتكامل في جميع النواحي، ويعينه على أن يكون مواطنًا صالحًا وناجحًا في مختلف الميادين، كما تمكّنه من التعامل بفعالية مع البيئة المحيطة به.
من خلال انخراطي في الحركة الكشفية، تمكنت شخصيًا من تحقيق أمور لم يكن بالإمكان تحقيقها في ظل الظروف المحيطة، لولا هذا الانتماء الكشفي. وهذا الأمر لا يقتصر عليّ فقط، بل يشمل كل المنخرطين في الكشفية.
لدينا الكثير من أبنائنا وبناتنا خارج المغرب يؤكدون أنهم استطاعوا النجاح والتكيف مع البيئات الجديدة بفضل ما اكتسبوه من مهارات كشفية، ساعدتهم على التأقلم والتميز.
العلاقة بين القائد والمنتمين للكشفية تمثل نموذجًا مثاليًا للعلاقات الإنسانية. وأنا دائمًا ما ألتقي بعدد من زهراتنا ومرشداتنا في مواقع مختلفة، ويتذكرنني بكل محبة، وهو ما يمنحني دافعًا قويًا للاستمرار في هذا المجال النبيل.
- ما الطريقة المثلى للتعامل مع الزهرات والمرشدات لتكوينهن بشكل صحيح؟ وهل لديك تجارب في هذا الجانب؟
نعم، حرصت كثيرًا خلال العشرين سنة الماضية على تدريب الفتيات ضمن برامج منفصلة، مما أتاح لهن العمل بارتياح أكبر، والتعبير بثقة بعيدًا عن الخجل أو الضغوط، وهو ما ساهم في نموهن وسرعة تعلمهن بشكل أفضل.
برأيي، الكشفية منحت المرأة حريتها، وأسهمت في تدريبها وتعليمها بشكل فعّال، كما ساعدتها على اكتساب العديد من المهارات التي لا توفرها المناهج الدراسية.
لذلك، عند إقامة الورش التدريبية، أؤمن بضرورة فصل الجنسين لتحقيق أهداف التدريب والتعليم بشكل أفضل. كما أن الفتيات أنفسهن ينتظرن دائمًا اللقاءات المنفصلة بشغف وارتياح
- بمناسبة حضورك لمخيم الداخلة الكشفي الدولي، كيف ترى العمل في التوجه المقترح “السياحة الكشفية”؟ وما أثر هذا التوجه على البرامج الكشفية، وعلى تحقيق الأهداف التي تخدم استمرارية الكشفية بشكل أفضل وأكثر جذبًا؟
بالنسبة للسياحة الكشفية، ومن خلال حضورنا تجربة السياحة الكشفية عبر مخيم الداخلة الكشفي الدولي، أرى أنها تسهم بشكل كبير في إنعاش البرامج الكشفية، وتشكل عنصر جذب جديد للحركة الكشفية وأنشطتها.
هذا التوجه مرشّح للنجاح، لأن الكشافين يمتلكون المهارات اللازمة للتعامل مع الطبيعة، والعيش في الخلاء، والتأقلم مع مختلف الظروف، بالإضافة إلى احترامهم للبيئة.
السياحة الكشفية تنسجم مع مهارات الكشاف وتندرج ضمن مبادئه العشرة. ولو أُضيفت كمسار رسمي في البرامج الكشفية، لاكتسب الكشاف مهارة التفاعل مع الآخرين، وأصبح سفيرًا لبلده بامتياز، يسهم في تسويق تراثه وثقافته وحضارته.
كما يمكن للكشاف أن يروّج لهذا المفهوم داخل فرقته الصغيرة، ويُظهره في اللقاءات الدولية مثل الجامبوري العالمي، من خلال حديثه عن تراث وطنه، مما يحقق نتائج كبيرة.
أتمنى استمرار هذه الفكرة، ومشاركة عدد أكبر فيها، فقد أثبتت الدراسات أن 70٪ من القائمين على الوكالات السياحية لو كانوا من الكشافة، لحققوا نتائج مضاعفة في الترويج للسياحة.


ــــــــــــــــــــــ
تابعوا الجزء الثاني من الحوار غدا




