إدارة الموقع 

ما أجمل هذه الكلمات التي تُذكّرنا بقيمة صلة الرحم وأثرها في حياتنا!
نعم، “اللمة” العائلية ليست مجرد لقاءات عابرة، بل هي روح تُحيي القلوب، وتُجدّد الروابط، وتُذكّرنا بأننا جزء من شجرة واحدة، حتى لو تشعّبت الفروع. فهي رحمة من الله، وتذكرة بأن البركة لا تأتي إلا بالتمسك بما أوصانا به ربنا:  ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ (النساء: 1)

وصلة الرحم لا تعني أن نكون متطابقين في الأفكار أو خاليين من الخلاف، بل أن نختار الحب فوق الجدال، والعلاقة فوق الغضب. فهي جهاد القلب أن تُصلح ما انقطع، وأن تبتسم لمن أغضبك، وأن تفتح الباب لمن أغلقه في وجهك.
صلة الرحم لا تعني غياب الخلافات،
ولا أن الجميع ملائكة…
بل تعني أن هناك من يصبر، ويسامح، ويتنازل أحيانًا،
لا ضعفًا، بل حرصًا على بقاء الود، وعلى حياة لا تنقطع فيها المحبة.
وقد قال النبي ﷺ:
*«مَن سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»* (متفق عليه).
ان توددك لأهلك ليس نفاقًا،
وإصغاؤك لكلام إخوتك ليس خنوعًا…
بل هو بركة،
وهو من بر الوالدين،
وهو طريق من طرق رضا الله.
فلا تدع صغائر الأمور تُفوتك عظيم الأجر، ولا تنتظر حتى يُذكر اسمك في وصية الأبوين كي تزور إخوتك.
ابذل الخطوة الأولى، وكن أنت البادئ بالخير، فخيركم الذي يبدء بالسلام
وستجد أن الله يملأ حياتك طمأنينةً لا تعرف لها تفسيرًا.
اللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامنا، المتمسكين بحبلك المتين، وارزقنا برّهم في الدنيا والآخرة.

إمام وخطيب جامع علي ال ثاني
د احمد بن حمد البوعلي