من العادات الجميلة في الأحساء قيام عددٍ من الأسر بافتتاح مجالسها لاستقبال المحبين من الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف وهذه المجالس التي يعرفها أبناء الأحساء ويقصدونها حسب مواعيد افتتاحها لا يقتصر فتحها على ليلةٍ أو نهارٍ من اليوم فحسب بل تفتح في مناسبات الأعياد لاستقبال المهنئين بالعيد طوال أيام العيد أما سائر أيام العام فيكون لكل مجلسٍ ليلة معينة يعرفها الجميع أو نهار معين إضافةً إلى مجالس الجمعة التي تفتح بعد صلاة الجمعة مباشرةً وتستقبل الناس حتى الساعة الثانية ظهراً وتتركز هذه المجالس في مدينتي الهفوف والمبرز أكثر من تركزها في القرى ويرتادها الكثير من الرجال.
وعلى الرغم مما طرأ على الحياة الاجتماعية من متغيراتٍ ما زال مجتمع الأحساء متمسكاً بهذه العادة الأصيلة التي تفتقدها الكثير من المجتمعات في عصرنا الحاضر وقد أملتها حميمية العلاقات الاجتماعية في هذه المنطقة العريقة وقد قامت بعض العائلات الميسورة بإنشاء مجالس خاصة بها تأصيلاً لتلك العادة الحميدة وحفاظاً عليها من الاندثار وتقام فيها مناسبات الأفراح والأتراح وهي بعددٍ ليس له نظير في أية منطقةٍ أخرى بالمملكة وآخذة في الازدياد وتستغل في الاجتماعات العائلية والمناقشات المهمة والبناءة وتناول الموضوعات المتعلقة بالعائلة وعقد الندوات الثقافية وتكريم أبناء العائلة وغيرها من الأغراض التي تعود بالنفع والفائدة على الجميع وتحتضن المجالس العامة وجهاء المجتمع الأحسائي الذين يجتمعون لمناقشة مختلف القضايا.
وقد وفقني الله في ارتياد جل المجالس العامة والثقافية في الأحساء والكتابة عنها في كتابي الاعلامي (الأحساء أصالة وعطاء) كما أن فرع هيئة الصحفيين السعوديين في الأحساء تصدى لإعداد دليلٍ عن هذه المجالس متضمناً أسماء أصحابها ومواقعها ومواعيد انعقادها ووسائل التواصل معها فيما قامت وزارة الثقافة بحصرها وتوثيقها وأرشفتها.
سفير النوايا الحسنة
أديب وإعلامي




