أكد نائب أول طب الأسرة د. أشرف محمد صالح الحازمي أن النوم السليم في مرحلة الطفولة والمراهقة يعد من أهم الركائز الأساسية للنمو الجسدي والنفسي، مشيرًا إلى أن الجسم يفرز هرمون النمو بكميات أكبر أثناء النوم العميق، ما يساهم في بناء العظام والعضلات وإصلاح الأنسجة وتحسين الأداء البدني.
وقال الحازمي: “النوم ليس رفاهية للأطفال والمراهقين، بل هو ضرورة حيوية. كل ساعة نوم مفقودة قد تعني تراجعًا في التركيز، وانخفاضًا في التحصيل الدراسي، وزيادة في مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة”.
وأوضح أن الدراسات أظهرت أن قلة النوم تؤثر سلبًا على الصحة النفسية، حيث تزيد من احتمالية القلق والاكتئاب وتضعف الذاكرة، مؤكدًا أن الأطفال والمراهقين الذين ينامون ساعات أقل من الموصى بها يكون أداؤهم الأكاديمي والاجتماعي أقل بكثير من أقرانهم.
وحذر الحازمي من الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم، إذ يؤدي الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات إلى تعطيل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، مما يسبب تأخر النوم وكثرة الاستيقاظ ليلاً. وأضاف: “كثرة السهر، سواء بسبب الدراسة أو الترفيه، تسرق من الأبناء أعمارًا من الصحة والإبداع”.
كما أشار إلى أن الضغوط الأكاديمية والاجتماعية تدفع بعض المراهقين للسهر وتقليل عدد ساعات النوم، ما يضر بصحتهم العامة، داعيًا إلى ضرورة اتباع روتين نوم منتظم وتهيئة بيئة مناسبة للنوم مثل غرفة هادئة ومظلمة ودرجة حرارة معتدلة، وتجنب الوجبات الثقيلة والمنبهات قبل النوم.
وشدد الحازمي على أهمية الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل موعد النوم بساعتين على الأقل، وتشجيع ممارسة النشاط البدني خلال النهار، مضيفًا: “عندما نعيد لأطفالنا نومهم الطبيعي، فإننا نعيد لهم صحتهم الجسدية والنفسية”.
وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، يحتاج الأطفال من عمر 6 إلى 13 سنة إلى ما بين 9 و 11 ساعة نوم يوميًا، فيما يحتاج المراهقون من 14 إلى 17 سنة ما بين 8 و10 ساعات، وذلك لضمان نمو صحي وتحسين الأداء بين الجسدي والنفسي.
وكشفت دراسة عالمية نُشرت في مجلة Sleep Health أن أكثر من 53% من المراهقين حول العالم لا يحصلون على القدر الكافي من النوم، بينما أظهرت إحصائية محلية في المملكة أن 4 من كل 10 طلاب في المرحلة الثانوية يعانون من اضطرابات نوم مزمنة تؤثر على تحصيلهم الدراسي. كما أشار المسح الصحي السعودي الأخير إلى أن استخدام الأجهزة الذكية لأكثر من 4 ساعات يوميًا يضاعف من مشاكل النوم لدى الفئة العمرية ما بين 10 و17 عامًا.




