في مبادرة لافتة ومؤثرة، أعاد خمسة من شباب أحد أحياء العاصمة الحياة إلى بيت طيني قديم عمره عقود، وحوّلوه إلى مركز تطوعي نابض بالعطاء والخدمة المجتمعية، أطلقوا عليه اسم “بيت الكرم” ليعكس قيم المحبة والدفء التي ميزت أهله قديمًا.
وأوضح القائمون على المشروع أن فكرة الترميم بدأت برغبتهم في الحفاظ على إرث الأجداد، حيث استمعوا لقصص البيت من كبار السن، وحصلوا على موافقة الورثة، ثم طرقوا أبواب المحسنين لجمع التبرعات. وأكدوا أن أعمال الترميم واجهت تحديات كبيرة نظرًا لضعف الإمكانيات، إذ لم تتوفر سوى أدوات بسيطة ومواد بناء تراثية، إلا أن التعاون بين أهالي الحي كان هو العامل الحاسم في إنجاز المشروع.
وبيّن القائمون أن العمل شارك فيه الجميع؛ من النساء اللاتي قدمن أواني تراثية ووجبات يومية للمتطوعين، إلى الأطفال الذين ساهموا في تنظيف الساحات وجمع الحجارة، حتى بات البيت بمثابة خيمة تجمع الناس على هدف واحد: أن يظل المكان عامرًا بالحياة.
ويضم بيت الكرم اليوم مكتبة صغيرة تحتوي على كتب قديمة تبرع بها الأهالي، وركنًا للحرف التقليدية، وقاعة دروس مجانية لدعم الطلاب المحتاجين، إضافة إلى مجلس كبير تُقام فيه الاجتماعات وحملات التبرع. ومن المواقف المؤثرة التي شهدها المركز، نجاح أحد الطلاب في اجتياز اختبار استعصى عليه لعامين، وكتابته على جدار المجلس: “هنا حلمت… نجحت”.
والجدير بالذكر أن القائمين على المشروع يأملون أن تكون هذه المبادرة نموذجًا يحتذى به في بقية الأحياء، مؤكدين أن أي بيت قديم يمكن أن يتحول إلى مركز ينبض بالخير ويعزز روح التطوع متى ما اجتمعت القلوب على المحبة والعطاء.




