في مسيرة الحركة الكشفية العربية وفي مرحلة الرواد تحديدا ، ثمة محطات تبقى خالدة في الذاكرة، لأنها صنعت الفارق وأعادت رسم الملامح، محطات كان لها أن تهدي حركة الرواد العربية بوصلة جديدة نحو العمل والإنجاز ، وأذكر بوضوح أحد تلك المنعطفات، عندما التأم شمل القادة والرواد العرب في مؤتمر استثنائي احتضنته دولة الكويت الحبيبة، وقاده حينها الشهم النبيل الدكتور عبدالله بن محمد الطريجي، فكان لقاءً تاريخيًا أفرز نتائج مبهرة، ما زلنا إلى اليوم نقطف ثمارها ونتفيأ ظلالها.
واليوم، يتجدد المشهد، ومع إعلان الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات عن عقد اجتماع استثنائي جديد خلال الفترة من 18 إلى 22 أكتوبر المقبل، عاد الأمل ليزهر من جديد، وتضاعفت مشاعر التفاؤل في نفسي ، ليس فقط لأن الاتحاد على موعد مع مرحلة فارقة، بل لأن هذا اللقاء سيُعقد في الكويت، أرض الحكمة الكشفية، وميدان العطاء الذي لا ينضب، وموئل الرواد والحكماء الذين خطّوا صفحات مضيئة في تاريخ الاتحاد.
إن مجرد انعقاد اجتماع استثنائي على هذه الأرض المعطاءة يمنحني يقينًا بأن الخير قادم، وأن قرارات نوعية وتوصيات رصينة ستبصر النور، لتقود الاتحاد نحو مزيد من التطوير، وتعزز حضوره العربي والإقليمي ، ومن طبعي أن أكون متفائلًا، لكنني هذه المرة أكثر المتفائلين، بل وأكثر شوقًا لما سيسفر عنه اللقاء، كونه يجمع كبار الرواد (الحكماء) من مختلف الأقطار العربية، في مشهد يُعيد للأذهان أن رواد الكشافة والمرشدات العرب كانوا وما زالوا بيت خبرة إنساني وحضاري.
إنها لحظة تستحق أن نحتفي بها جميعًا، وأن نمنحها ما يليق بها من اهتمام وحضور.
لذا، فإنني أدعو كل المدعوين إلى أن يشاركوا بروح مفعمة بالإيجابية والتفاؤل، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للمساهمة في صناعة مستقبل الاتحاد ، أما من لم يتمكن من الحضور أو لم يكن ضمن المكلفين رسميًا، فإن مشاركتهم بالدعاء والدعم المعنوي لا تقل أهمية، فالدعاء زاد الرواد، والدعم الروحي قوة مضاعفة.
إننا نقف على أعتاب حدث استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، والأيام القادمة كفيلة بأن تحمل إلينا بشائر الخير، وتؤكد أن الكويت، أرض الحكمة الكشفية، قادرة كما كانت دائمًا على أن تكون منارة تُلهم وتُضيء دروب المستقبل ، هذا علمي وسلامتكم





