في زاوية صغيرة من الملعب الوطني برادس، وتحديدًا داخل الغرفة المخصصة للسكرتارية، يبذل ثنائي السكرتارية في البطولة العربية الحادية عشرة للناشئين والناشئات جهدًا استثنائيًا يوازي قيمة المنافسات الدائرة على المضمار.
فالسيدة نزيهة السماتي ، والسيد حسن الحلومي يكرسان كامل وقتهما بلا كلل أو ملل، متناغمين كعقارب ساعة دقيقة، يرصدان النتائج لحظة بلحظة، وينقلانها من الورق إلى النظام الرقمي بدقة عالية، ليصل كل رقم وكل إنجاز إلى لجان التحكيم والإعلام والمتابعين في أسرع وقت.
هذا الثنائي يكاد يكون أسيرًا لكرسي العمل طوال فترة المنافسات، يواصلان الليل بالنهار في صمت وتفانٍ نادرين، ليشكلا حلقة حيوية خلف الكواليس تضمن انسيابية البطولة ونجاحها. فتحية تقدير وإجلال لهما، على ما قدماه ويقدمانه من عمل كبير يستحق الإشادة.
من خلال متابعتي الدائمة والمستمرة، وتعاملاتي الصحفية المتكررة مع مكاتب السكرتارية في البطولات للحصول على النتائج، أستطيع أن أؤكد أنني لم أرَ مثل هذا الثنائي يعملان بإتقان وهدوء لافتين رغم ما يحيط بهما من ضوضاء، ومطالبات، ونقاشات محتدمة. إنهما يبدوان وكأن أذنيهما مغلقتان بالطيب والهيبة، فلا ينشغلان إلا بعملهما، ولا يلتفتان إلا لإخراج النتائج بأعلى درجات الدقة والاحترافية.
بهذا السلوك الاستثنائي، ومع روح العطاء التي تتجاوز حدود العمر، أثبتا أنهما بحق قلب البطولة النابض، ورمز للإخلاص خلف الكواليس. فتحية إجلال وإكبار لهما، على ما قدماه من عطاء يُلهم الأجيال.





