التقيت بالمدير الفني للاتحاد المصري لألعاب القوى، الدكتور محمد عبد الرؤوف دياب، في مطار قرطاج الدولي بتونس، ونحن على وشك المغادرة بعد ختام البطولة العربية الحادية عشرة للناشئين والناشئات. أجريت معه حوارًا حصريًا من العيار الثقيل، سلط خلاله الضوء على رؤية الاتحاد المصري لألعاب القوى، واستراتيجيات إعداد اللاعبين للمشاركات العربية والدولية، واكتشاف المواهب، إلى جانب التحديات والإنجازات الأخيرة للمنتخبات المصرية في البطولة. إليكم تفاصيل ما جاء في حديثه لصحيفة “شاهد الآن”:
نتعرف عليك أولًا؟
أنا الدكتور محمد عبد الرؤوف دياب، المدير الفني للاتحاد المصري لألعاب القوى، وأعمل أستاذًا لألعاب القوى في كلية علوم الرياضة بجامعة المنصورة، محب وعاشق لهذه اللعبة، محاضر في الاتحاد الدولي لالعاب القوى منذ عشرين سنه
دعنا نذهب مباشرة إلى مشاركة المنتخب المصري في البطولة العربية الحادية عشرة للناشئين والناشئات في تونس، كيف رأيتها؟
أولًا أهنئ الاتحاد العربي لألعاب القوى، والجامعة التونسية لألعاب القوى على النجاح المبهر للبطولة إداريًا وفنيًا وتنظيمًا. كما أهنئ جميع المنتخبات العربية، وأخص بالذكر المنتخب المغربي لحصوله على المركز الأول في البطولة. المنافسة دائمًا قوية، والبطولة تمثل لقاءً أخويًا بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين.
أما المنتخب المصري – ولله الحمد – فلم يقصر، رغم أن مشاركتنا كانت بعدد صغير على غير العادة، إذ اقتصرنا على 22 لاعبًا ولاعبة فقط، وذلك لانشغالنا باستحقاقات عديدة، منها البطولة الإفريقية في نيجيريا التي شاركنا فيها الشهر الماضي ببعثة كبيرة، ولدينا أيضًا في الفترة المقبلة دورة الألعاب الإفريقية في انغولا والمؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية.
وانا اعتبر نتائجنا في راي غير مرضية لأننا فقدنا ميدالية في بعض المنافسات كانت في المتناول بسبب بعض الإصابات في صفوف المنتخب المصري (في القفزة بالعصا ، والعشاري ) وفي هذا العمر دائما الفروقات بين اللاعبين قليلة لذلك دائما احتمال الأخفاق وعلى النقيض تحقيق النجاح والمهم أن نحافظ على المواهب وندعمها لتستمر
وما هو الحلم العربي بالنسبة لرياضة ألعاب القوى؟
نحن في الوطن العربي، ومن خلال الاتحاد العربي لألعاب القوى، نحلم أن تشهد اللعبة تفوقًا كبيرًا على المستويين القاري والدولي، وأن يستمر هذا التفوق لنرى نجوم العرب على منصات التتويج عالميًا وأولمبيًا. وبطولاتنا العربية هدفها الأول هو اللقاء الأخوي، لكننا نبحث دائمًا عن تفوق نجومنا قارّيًا وعالميًا.
ورايك في مقولة أن البطولات العربية بوابة النجوم العرب إلى العالمية والاولمبية ؟
هذه مقولة صحيحا جدا لان البطولات العربية هي المرحلة الأولى للمشاركات الخارجية لأنها بعد المحلية يجد الفرصة في المنافسة في البطولات العربية ، قم البطولات القارية ثم يأتي التأهيل لبطولات العالم ولدورة الألعاب الأولمبية ، وهناك بعض البطولات الإقليمية والمشاركة ليس صقل للاعبين فحسب بل الأجهزة الإدارية والفنية
لكن أنتم في الاتحاد المصري لألعاب القوى، كيف تؤهلون نجومكم للمشاركات الخارجية عربيًا وقاريًا وعالميًا؟
مند شهر فبراير هذا العام قمنا بضم لاعبينا تحت 18 سنه ، وتحت 20 سنه في معسكر مغلق في مدينة الإسماعيلية ومعسكر اخر للرمي في مدينة القاهرة وكانت استعداداتنا قوية بمعسكرات داخليه لمعظم اللاعبين وهناك لاعبين في المحافظات نتابع تدريبهم مع انديتهم عبر الإدارة الفنية بالاتحاد ، وهناك اهتمام كبير بالفئات السنية في الفترة الأخيرة ، وللمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية القادمة ستكون محطتنا الأخير في الاختيار دورة الألعاب الافريقية في انغولا في منتصف شهر ديسمبر القادم وهناك محطات مختلفة مثل البطولة العربية ، وبطولة المدارس الخارجية ونهتم دائما في التكور في الاعداد
أنا، بصفتي المدير الفني بالاتحاد المصري لألعاب القوى منذ خمس سنوات، بدأنا باستحداث بعض البطولات، منها لقاءات التحدي المعتمدة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، والتي شهدت مشاركات من خارج الجمهورية. كما أجرينا تعديلات في نظام البطولات خلال السنوات الماضية، حيث بدأنا بفئات الأطفال تحت 12 سنة (Athletics for Kids) وصولًا إلى مرحلة الكبار، مع الاهتمام بجميع المراحل بينها. ولدينا وفرة كبيرة في قاعدة اللعبة. وفي الفترة الماضية، تم تحطيم أكثر من 158 رقمًا قياسيًا مصريًا في مختلف المسابقات وعلى جميع المراحل.
وكيف يتم الكشف عن المواهب؟
البطولات تمثل محطة لاكتشاف المواهب، ولا نعتمد على النتيجة فحسب، فهناك لاعبين يحلون في المركز الثاني أو الثالث أو حتى الرابع، يتم اختيارهم وفق معطيات معينة، ثم نجمع كافة المعلومات عنهم ليتم الاهتمام بهم والعناية بتطويرهم. كما تُنظم معسكرات داخلية بعد الاختيار، حيث يخضعون لبعض القياسات والتقييمات.
وماذا عن المدربين في اتحاد بلادكم، والاهتمام بالمدرب الوطني؟
قوائم المدربين في المنتخبات والأندية في مصر تضم 99.09% منهم مواطنين. استخدمنا مدربًا واحدًا مجريًا في رمي المطرقة للكبار، ونحن بصدد الاستعانة بأحد الخبراء في رمي الرمح. أما المدربون المصريون فموجودون على مستوى الدول العربية.
وماذا عن الجانب اللوجستي في أعمالكم، وعلاقتكم مع الوزارة والجهات الأخرى، وما يقدمونه لكم؟
هناك تعاون كبير بين الاتحاد المصري لألعاب القوى ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية، ونجد منهم دعمًا كبيرًا جدًا. كما يبحث مجلس الإدارة عن رعاة، وهناك تعاون أيضًا بيننا وبين الاتحاد المصري للمدارس والجامعات.
تابعنا منتخب ناشئين وناشئات رائع في البطولة العربية بتونس، وبصفتك خبيرًا، هل تتوقع ميلاد أبطال مستقبليين من هذه المجموعة؟
لدينا خطة استراتيجية محددة ونسير عليها في الاتحاد المصري لألعاب القوى. هناك خطة قصيرة المدى تمتد إلى دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028، والتي تبعد حوالي ثلاثة أعوام، أما الخطة الطويلة المدى فتستمر حتى 2032، ونعمل خلالها على تأهيل مجموعة من اللاعبين الجدد. كما لدينا صف ثاني يضم أبطالنا السابقين الذين شاركوا في بطولات ودورات أولمبية، ونهتم بالقاعدة العمرية من 16 إلى 20 سنة، مع رؤية لتأهيل عدد كبير منهم.
وما هي أهم التحديات التي تواجهكم في الاتحاد المصري لألعاب القوى؟
التحدي الأول هو توجه لاعبينا إلى الألعاب الرياضية الأخرى الأكثر جذبًا، مثل الخماسي الحديث، الذي يشكل خطرًا كبيرًا على ألعاب القوى، نظرًا لأن معظم مدربي الخماسي الحديث هم مدربو ألعاب قوى. إلى جانب ذلك، هناك الألعاب الجماعية الممتعة في ممارستها. ومن أجل ذلك، بدأنا بالاهتمام بألعاب القوى للأطفال والمسابقات المركبة لتوسيع قاعدة ممارسة الطفل للرياضة بشكل أوسع. كما توجد إشكالية تتعلق بكرة القدم وملاعبها، وعدم وجود ملاعب مخصصة لألعاب القوى. وفي رأيي، التحديات والصعوبات تجعلك تعمل بإصرار أكبر.
هناك معاناة تواجهنا نحن كعاملين في الإعلام، من عدم تعامل النجوم مع وسائل الإعلام بالشكل المرضي. في رأيك، ما هو الحل لمعالجة هذا الجانب؟
هذه تحل أولًا على المستوى المحلي، فنحن في الاتحاد المصري دائمًا بعد اللقاءات نعقد اجتماعات بمشاركة اللاعبين، يعبرون خلالها عن مشاعرهم ويتحاورون مع الأجهزة الإدارية والفنية. هذا يكسب اللاعب الثقة ويُمكّنه من الحديث عن مشاعره، خصوصًا أمام وسائل الإعلام.
وصلنا إلى نهاية الحوار، والمسافة الباقية متروكة لك إذا كان لديك أي إضافة؟
أشكرك على إتاحة الفرصة، وأشكر صحيفتكم الغراء “شاهد الآن” على اهتمامها بألعاب القوى ونجومها وأجهزتها الفنية والإدارية، ونتمنى أن نلتقي دائمًا على خير.





