كتب الأستاذ عبد العزيز برينيص عن أوبا الصادرة عن دار الأمينة للنشر والتوزيع بالقيروان قال: أُوبَا مجموعة قصصية لليافعين، نسجت خيوطها الكاتبة نورة عبيد، وأنت على عجل تروم دخول هذا القص أطيب الثمرات، بعد ابتناء تاج الحياة في مرايا التراب، عند حدوث نوبات، وتشييد ما سما من قصّ وشعر ودراسات وبحوث وما لف لفهم.
في أُوبَا، أو أنا الأرض والأرض أنت، ينطلق السرد بفلسطين، هذه الذاكرة الجماعية الحية وينتهي بوردة حمراء، لعلها تلك الحياة التي تنبق كفجر جديد من الجراح النازفة. ما بينهما نجد الكاتبة قد تشكلت مع شخوص القص: “تشق جموع الحاضرين ترفع علامة النصر”، وإذا الذوات الموجودة قوة والمصنوعة قولًا قد انصهرت: “نحن أصحاب الأرض والعرض وحق العودة حق مضمون بالأرض والقانون”. دأبنا أن نسمي الأشياء بأسمائها، ولكن أُوبَا، إن شئت قل قصة، وإن شئت قل شعراً، وإن شئت قل حكمة، وإن شئت فهي ترتيل. اللفظ للكاتبة هو ما اختارت منازله. ويغريك هذا النظم القريب من الشعر، وتظن أن النفس قد ارتوت وشبعت، ولكنها تطلب المزيد، فتلبي الكاتبة رغبتها وتنعم عليها بمفتاح الحياة. أو هو مفتاح أُوبَا العودة، حتى تعيش حياة وأنت ثابت وماهر، تجوب مدينة الفسيفساء، مدينة بالفضيلة بنيت، ترى فيها الطفل عمر صحبة كلبه، جاب الخير في خصومات مع لداته.
ثم يغادرون في عناق وحب، فلا مجال لدنيا يسود فيها ظالم. هذه المدينة أصابها الجدب، فانتظر أهلها قدوم آيا، إلهة الماء العذب، فكان فرج بعد شدة وارتواء بعد عطش. ونورة عبيد تصغي لهمس الحياة الجارية بالساقية، فإذا نحن أمام بركة ماء، بل قل هي بركة الحياة. تغادر الكتاب أُوبَا، وقد ارتويت واكتسيت من الحروف حللاً، وترى العودة إلى أرض فلسطين قريبة، وهذه الأرض ستزهر من جديد.
ولعلك قرأت رواية قدت من فصول كونية، وجرى فيك طوفان سحر فلسطين، وأصغيت إلى صوت الكاتبة، وهي في محراب الحب تدعوك إلى الوجود الحقيقي، إنه الوجود الروحي، ومادام غم على أمة، وما اشتدت إلا وانفرجت .
أوبا هي دعوة إلى الحب والخير ويقين قريب إلى العودة إلى ارضنا ارض البرتقال الحزين ـ مفتاح الحياة/ مدينة الفسيفساء/ آية: أقاصيص في الأثر أوبا.





