خمسة أعوام مرّت منذ أن انطلقت مبادرة إدخال النحالين إلى غابات المانجروف في المنطقة الشرقية، واليوم نقف أمام قصة نجاح استثنائية، تجمع بين استدامة البيئة وتنمية الاقتصاد الأخضر.
الأرقام التي كشف عنها ملتقى دور النحالين في التنمية والمحافظة على الغطاء النباتي تحمل دلالات عميقة 24,782 خلية نحل في أراضي الغطاء النباتي أنتجت نحو 35 طنًا من العسل، بينما لم تحتضن غابات المانجروف سوى 4,000 خلية، لكنها قدمت إنتاجًا يقارب 20 طنًا. هذه المفارقة المدهشة تقول بوضوح إن المانجروف ليست مجرد بيئة طبيعية، بل كنز استراتيجي يتضاعف عطاؤه كلما أُحسن استثماره.
لقد نجح المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، وبجهود متفانية من منسوبيه في المنطقة الشرقية، في أن يحوّل الحلم إلى واقع، وأن يفتح للنحالين بوابة نحو إنتاج عسل يُعد اليوم من الأجود عالميًا بقيمته الغذائية والعلاجية.
هذه المبادرة، التي تدخل عامها الخامس، ليست مجرد مشروع بيئي أو إنتاجي، بل رسالة تؤكد أن المملكة تمضي بثبات نحو تحقيق رؤية 2030 في تعزيز الاستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية. هي أيضًا نموذج يُحتذى به في كيفية صناعة تنمية تُرضينا وتحترم الطبيعة.
وأنا أكتب هذه الكلمات، أشعر بالفخر أنني كنت شاهدًا على لحظة تاريخية، حين همست أجنحة النحل لأزهار المانجروف، لتخطا معًا حكاية وطن يزرع المستقبل بوعي، ويحصد ثمارًا من ذهب.






