في لحظةٍ غلبت فيها مشاعر الفخر على أجواء الاحتفال، كان العم محمد فوزي بن محمد علي يماني –المربي الوقور وشاهد العيان على بدايات حكم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود– يجلس بين الحضور ليحكي قصة وطن رآه بعينه وعاش تحولاته جيلًا بعد جيل.
يروي العم يماني، الذي التقى بجميع ملوك المملكة وأمرائها، كيف شاهد الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– في الحرم المكي الشريف أثناء أداء العمرة، يمد يده للصغار قبل الكبار، فيمنح الأطفال نقودًا فضية ليغرس في قلوبهم فرحة وذكرى لا تُنسى. تلك الصورة ظلت راسخة في وجدانه، وها هو ينقلها لأجيال جديدة في احتفالية مركز الزهراء الاجتماعي بمكة المكرمة، تحت إشراف جمعية مراكز الأحياء.
الاحتفال لم يكن مجرد كلمات، بل لوحة وطنية متكاملة: تلاوة عطرة من الذكر الحكيم، السلام الملكي، ثم كلمة لرئيس مجلس الإدارة عصام بن عبدالهادي البركاتي، رفع فيها الشكر لله على نعمة المملكة وقيادتها الرشيدة التي حققت الأمن والأمان والتنمية الشاملة. وتوالت الفقرات بين أوبريت وطني صدح به العندليب يوسف إبراهيم، وحوارات وطنية، وعرض مرئي وثّق جهود المركز في تعزيز الحس الوطني عبر سنوات طويلة.
ولم يخلُ اللقاء من روح الضيافة المكية الأصيلة، حيث قُدمت القهوة والتمور السعودية والبليلة ومشروب السوبيا، قبل أن يشارك العم يماني مع الحضور في تقطيع كعك المناسبة، لتختتم الأمسية بعشاء فاخر جمع القلوب على مائدة واحدة.
الاحتفال في ظاهره مناسبة وطنية، لكنه في جوهره جسر يصل الماضي بالحاضر، ويجدد عهد الوفاء بين الوطن وأبنائه. في اليوم الوطني الـ95، بدا واضحًا أن الحكايات التي يرويها الشهود الأوائل لا تزال قادرة على أن تبعث الفخر في نفوس الأجيال الجديدة، وتؤكد أن هذا الوطن قام على العطاء، وسيبقى بالعطاء.





