من قلب الصحراء، انطلقت هبةُ أبناء الجزيرة، فبرز بطلٌ سطر التاريخ فخرًا وعزةً؛ شدّ العزيمة ورفع رايةً خفّاقة، فلم يلين الوطن أمام القهر، بل تردّد في الأفق حنينٌ متقد بين خيار الموت أو ملكٍ يُستعاد
وسرى الليل بصدق الإيمان، وما كان إلا أن يكتبه القدر؛ عند مفترق الدروب وقف الزمان، وسكن الكون في صمتٍ مهيب، حتى انقشع الليل وارتفع صوت المنادي: أبشروا، فقد انتصر الملك عبد العزيز!
أطلّ الصبح الجميل، معانقًا ملكًا ارتقى العرش، وتدفقت البشائر والخيرات، وانكشفت كنوز الأرض، وهطل الرزق مدرارًا وهتف العالم باسمه، وتسابقت الأقلام لتدوين سيرته، إذ شيّد كيانًا متينًا قوامه العدل والإيمان والأمن !
وتعاقب الملوك من بعده، أوفياء للنهج الذي أرساه، فواجهوا التحديات وطرقوا أبواب الحضارة في كل المحافل، حتى سُهل الطريق، وتعاضد الإخوان حول حياض الوطن، يصنعون نماذج يُستلهم منها العبر !
وتتابعت الأجيال، أحفادًا يصوغون عقدًا متلألئًا من المجد، كلٌّ منهم أسدٌ يقف على بوابة العز، فالمجدُ أصبح قصةً نفخر بها من حاضر نحيا وماض قد حضر .





