أرسلت إليّ الإعلامية الكشفية الكبيرة الأستاذة (دينا أسومة) حزمة من التفاعلات وردود الأفعال التي شهدتها الساحة الكشفية عقب الاقتراح التاريخي الذي تقدّم به الدكتور عبدالله الطريجي والمتعلق بطرد الكشافة الإسرائيلية من المنظمة الكشفية العالمية .. هذا الاقتراح الذي جاء صريحاً جريئاً فكان له وقع خاص في قلوب الأحرار !!
إذ سرعان ما لاقى موافقة بالإجماع من اللجنة الكشفية العربية .. ليعكس وحدة الموقف العربي وصفاء البوصلة تجاه القضايا العادلة .
إنّ ما شدّني في هذه التفاعلات أنّها انقسمت بوضوح بين مؤيد يعبّر عن اعتزاز وفخر ومعارض لا يخلو صوته من توتر وارتباك .. الردود المؤيدة كانت كالماء العذب تُثلج الصدر وتبعث الأمل بأن الحق لا يموت ما دام وراءه رجال يقفون بثبات .. أما الردود المعارضة الإسرائيلية منها أو من والاها
فما هي إلا زفرات ألم وصرخات خوف تجسّد المثل الخالد : “ الصراخ على قدر الألم ”.
لقد أثبت الدكتور عبدالله الطريجي في هذه اللحظة أنّ القادة الكبار هم الذين يتركون بصمة لا تُمحى وأن المواقف المبدئية لا تقاس بالمصالح الوقتية .. بل تُقاس بمدى اقترابها من ضمير الأمة وقضاياها المصيرية .. لقد كان صوته عالياً ومبادرته شجاعة وموقفه ناصع البياض ليؤكد أن الكشافة ليست مجرد حركة تربوية شبابية بل هي منصة يمكن أن تكون في قلب المعركة الأخلاقية والسياسية دفاعا عن فلسطين وعن الحق العربي .
كعربي : أشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الموقف اللافت الذي يليق برجل حر لا يساوم .. ويضع مصالح الأمة فوق كل اعتبار .. إن ما قام به الدكتور الطريجي ليس مجرد اقتراح عابر بل هو خطوة تاريخية ستسجلها الذاكرة العربية بكل شموخ وستظل شاهدة على أن في الأمة رجالاً يعرفون متى يتكلمون .. ومتى يصنعون القرار !!
إنّها رسالة للعالم أجمع أن العرب إذا اتحدوا فإن صوتهم يعلو وأن دفاعهم عن الحق لا يعرف المهادنة ولا المساومة .. وسيبقى هذا الموقف علامة مضيئة في سجل الكشافة العربية ونقطة فاصلة في مسيرة منظمةٍ طالما حملت قيم الأخوة والسلام لكنها اليوم تقول للعالم : لا مكان للاحتلال بين صفوفنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب وأديب كويتي





