تشهد المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف، خصوصًا في الشوارع المؤدية إلى المواقف والمراكز الرئيسة، ولا سيما في منطقة (جرول) شمال غرب المسجد الحرام، انتشارًا لافتًا للحافلات الفردية الخاصة بنقل المعتمرين والمسافرين بين مكة والرياض وبقية المدن. حيث يتخذ أصحابها مواقع عشوائية وغير نظامية، في مشهد يفتقر إلى التنظيم ويثير العديد من الملاحظات.
ويستخدم هؤلاء مكبرات الصوت للترويج لرحلاتهم المتجهة إلى الرياض وشرق البلاد ومدن أخرى، في صورة أقل ما يُقال عنها إنها فوضوية. كما يستعين بعضهم بالدراجات النارية لجلب الركاب من أمام بوابات الحرم والساحات المحيطة به، مما يسبب ازدحامًا وتشوهًا بصريًا، إلى جانب مخالفة واضحة للأنظمة والتعليمات.
هذا الوضع يطرح تساؤلات ملحّة حول الجهة المسؤولة عن ضبطه: هل هي إدارة المرور بالعاصمة المقدسة ؟ أم وزارة والمواصلات الدعم اللوجستية ؟ أم أن الأمر يتطلب تكاملًا بين جميع الجهات ذات العلاقة؟ كما أن وزارة السياحة معنية كذلك بهذا الملف، إذ إن ما يحدث لا يليق بمكانة وقدسية مكة المكرمة ، ويشوّه صورة التنظيم الحضاري الذي تسعى المملكة إلى ترسيخه في المدينتين المقدستين.
ومن المناسب أن يُخصَّص لهذه الحافلات موقع ملائم يُنظم وضعها هناك، مع ضبط نظامية التصاريح، وفرض رسوم تشغيلية، وإسناد إدارة ذلك الموقع إلى شركة وطنية تمتلك القدرة على التنظيم والتشغيل بكفاءة.





