**ديرة الوفاء**
بيشة... محافظة الوفاء التي يفيض حبّ أبنائها في أرجائها، فتجد فيها ما لا تجده في غيرها.
أرضها الصحراوية اخضرت بسعي أبنائها، وتمطر فخرًا بأسماء من كانوا رمزًا للعطاء والكرم.
يربط بين المنطقة وأهلها ومعالمها رابط جميل أصيل، يشهد على صدق الانتماء ودفء المحبة.
إن كنت زائرًا لبيشة لأول مرة، فسيشدك اسم **ممشى جبل الصايرة** الذي يستقبلك وأنت قادم من جنوب المدينة، وقد سُمّي بأحد أهم معالمها؛ ذاك الجبل الأبيض الذي اكتسى بأحجار المرو الناصعة، جبل شامخ أحب المدينة وأحبته، فالنقاء صفة تجمع بينهما.
وتتجول في أرجاء المدينة، فإذا بك تمر بشارعٍ يحمل اسم **نورة العسيلية**، تلك المرأة التي سطّرت للتاريخ أعظم قصة في الفزعة والإيثار وحبّ الجار والعفو والصفح.
وفي جانب آخر من المدينة شارعٌ باسم **عرّاب الأدب والشعر ابن جدلان الاكلبي **، ذاك الشاعر الذي ابتعد عن الأضواء، لكن فصاحة شعره وعذوبة كلماته جعلت اسمه خالدًا بين معالم بيشة.
كل هؤلاء لم يشتهروا بثرواتهم ولا بشهاداتهم، بل بأخلاقهم الرفيعة وبلاغتهم التي سمت بهم إلى المجد.
لقد حظيت بأن أكون واحدة من فتيات تلك المنطقة العزيزة على قلبي ، ورغم انتقالي للعيش في مدينة أخرى، إلا أن قلبي ما زال معلّقًا ببيشة وأهلها.
ولا أبالغ حين أقول إنهم كالعائلة الواحدة، يفرحون لإنجازات بعضهم، ويتعاونون للرقي بمدينتهم وخدمتها.
شعبٌ اشتهر بالقيم والعطاء، تفوح مجالسهم برائحة العود الأزرق، وتُقدَّم فيها القهوة البيشية المميزة التي لا تكتمل حلاوتها إلا بصفري بيشة الشهير.
وفي الختام، لا تفوّت فرصة زيارة بيشة، والتعرّف عن قرب على ديرة الوفاء وأهلها الكرام.





