حقيقة هذا الرجل المؤمن أثر فيَّ رحيله، رغم أني لا أعرفه، ولم ألتقيه؛ إلا في وسائل التواصل الاجتماعي!
وحتى الآن، أتت إليه الكلمات من باب طيبه ونصيبه من غير موعدٍ مسبق أو متفق عليه إلا من مقطعه الذي وصلني الآن كما هو؛ “فمن كان مع الله كان الله معه”، “ومن أحب الله بصدق حبب اللهم فيه كل عباده دون تكلفٍ أو تملقٍ”؛ ودونكم مقاطعه، ولزماته، وفكاهاته، وثقافته، وتأثيره، وأمثاله، وقصصه، وحكمه، واستشهاداته، وانفتاحه، وتواصله، وعدم تكلفه، واعتزازه بأرضه، ووطنه، وفلاحته، وسرعة البديهة عنده، ورقراق لهجته، وأثر موته ورحيله، وحزن الناس عليه، وتكرار نشر مقاطعه إلى الآن!
كما هو المعتاد، ليوم الجمعة هذا والمنصرم، وكأن الله سبحانه وتعالى أرادَّ مني تذكير العباد به والدعاء بالرحمة لأجله!
وما زلت أكرر وأقول: “ما الذي بينه وبين الله”؟!
سواءً أكانت للمرحوم الحاج العبادي، وكذلك للمرحوم الحلاق الهندي محمد علي، وأيضاً للكابتن يوسف الجميعة (سلمه الله)!
أقسم بالله الذي أحلّ القسم، بأن بينهم وبين الله همزة وصلٍ لا قطعٍ ؛ بدعوة واردة، أو زكاة شاردة من طيب خاطر، أو صدقة من غير حساب، وكرم الله لكل العباد بالتواتر!!
نعم، لم أتواصل معه البتة، وما زلت أكررها: ما قيمة الثناء لأحبتنا بعد الرحيل؟!
وما برحت أضحك على من يقول: “مدح الرجل في وجهه مذمة”!
ولا أعلم متى يكون الثناء؛ أللمقام يكون؛ أم للمرام والمصالح؛ أم لتراب دفن الجثمان؛ ولزوجة طين لحود المقابر؛ وتلوين الصور والأشعار والأطيار؟
أخبروا الأفواه والأقلام بأن الأيام قصيرة، والأقدار مريرة، ولا تخطر على عقل بشر!
ختاماً:
“كفى بالموت واعظاً”؛ على قرار همس
الشاعر ابن نباتة السعديّ
“ومن لم يمت بالسيفِ مات بغيرهِ
تعددتِ الأسبابُ والموتُ واحدُ”!.





