في كل مرة يثبت الوسط الكشفي أنه وسط لا يعرف الجحود، بل يعيش على الوفاء، ويُجسِّد القيم النبيلة قولاً وفعلاً ، وما إعلان تخصيص جائزة تحمل اسم القائد الكشفي الراحل الأستاذ الدكتور عبدالله بن نصيف – رحمه الله – إلا امتداد لهذا النهج الأصيل الذي عُرفت به الحركة الكشفية ورجالاتها.
لقد جاء هذا التكريم في مؤتمر عربي كشفي احترافي التخطيط والتنفيذ، شهدته أرض الكويت، مهد الوفاء ودار الرجال الذين لا يتأخرون عن رد الجميل لأصحابه. هناك، حيث الكلمة تلتقي بالفعل، وحيث الكرم والوفاء صنوان لا يفترقان.
وتجمعنا في المؤتمر الكشفي العربي كان تجمّعًا راقيًا بكل تفاصيله، يُعدّ أحد أعياد الكشافة العديدة التي تُقام على أرض السلام، دولة الكويت الحبيبة ، وشهد المؤتمر حضورًا دوليًا من خارج الوطن العربي، وهو ما يعكس نجاح الهدف من مثل هذه اللقاءات التي تُقرّب القلوب وتُعزّز الروابط الكشفية بين الشعوب.
وأشير هنا إلى ورش وجلسات اليوم الأول التي كانت من العيار الثقيل، حيث استمعنا إلى كوكبة من أهل العلم والخبرة، وشهدنا أوراقًا علمية في غاية الروعة والإثراء. ومنذ اليوم الأول، حقق المؤتمر أهدافه ونجح بامتياز في مضمونه وتنظيمه وأثره.
وتألق الوفاء في لحظة التكريم؛ فالمكرَّمون من الأحياء سعداء بما وجدوه من تقدير، والمكرَّمون من الراحلين سعداء أكثر بفرح ذويهم الذين شعروا بأن العطاء لا يُنسى، وأن الذاكرة الكشفية لا تُغلق صفحاتها أمام المخلصين.
تحية تقدير صادقة إلى الدكتور عبدالله الطريجي، رئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، وإلى الأمين العام الأستاذ فيصل العنزي، الذين أحسنوا الإعداد والتنظيم، وجعلوا من هذا الحدث نموذجًا للعمل المؤسسي الراقي الذي يزرع الفرح والاعتزاز في نفوس الحاضرين، ويُرسّخ ثقافة الوفاء في الذاكرة الكشفية العربية.
إن تخليد اسم القائد الراحل عبدالله بن نصيف بهذه الجائزة ليس مجرد تكريم، بل رسالة إلى الأجيال بأن العطاء لا يضيع، وأن الوفاء هو ما يبقى بعد الرحيل ، وتكريم الكوكبة يفتح الأبواب أمام الأجيال الكشفية ويلهمهم ، هذا علمي وسلامتكم





