أحيت الأسرة الإعلامية بالجزائر اليوم الوطني للصحافة المصادف لليوم الــ22 أكتوبر ٢٠٢٥ حيث يعد هذا اليوم تقليدا سنويا عكفت عليه الجزائر تخليدا لصدور أول عدد من جريدة “المقاومة الجزائرية “الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني عام ١٩٥٥ وهو محطة لاستحضار تضحيات الرعيل الأول من الذين اتخذوا من مجال الصحافة والاتصال أداة للنضال منذ بداية الحركة الوطنية وإبّان ثورة التحرير المجيدة بغية الـحفاظ على الهوية الوطنية.
وهي وقفة عرفان وتقدير أيضا لأولئك الذين دأبوا على الوفاء للوطن من نساء ورجال الإعلام الوطني الذين يتحلون بالروح الوطنية والحس المهني ويؤدون واجبهم في خدمة البلاد والدفاع عن القضايا الوطنية بكل صدق وأمانة واحترافية وفاء لرسالة الشهداء.
وتعود هذه المناسبة، والإعلام الوطني يواجه تحديات كثيرة إذ لا تبدو معركة الصحافة الوطنية اليوم أقل ضراوة وشراسة عن معركة جيل الصحفيين الذين واجهوا قبل سبعة عقود كل أشكال الاستعباد والبطش ونكران الحقوق، عندما كانت الجزائر تقاوم المستدمر الفرنسي بكل وحشيته في ذلك الوقت بمنظومة إعلامية قوية ومنظمة فاقت تأثيراتها حدود الجزائر.
وعلى الرغم من هذه الصعوبات فقد تمكن ذلك الجيل من الصحفيين من رفع التحدي ومقاومة الآلة الدعائية للاستعمار فارتبطت بذلك رسالتهم الإعلامية برسالة الجهاد الذي كان يخوضه الشعب الجزائري لنيل حريته واستقلاله فكان النصر حليفهم وتمكنوا من إيصال صوت و نضال الشعب الجزائري إلى شعوب العالم قاطبة.
وبعد الاستقلال و عقود من المساهمة الفعالة في معركة البناء والتشييد، تمكنت أجيال من الصحفيين الجزائريين من تأسيس منظومة إعلامية متميزة ،هادفة ومدافعة عن المصلحة العليا للوطن وعن الرؤية الاستراتيجية السياسية والدبلوماسية لجزائر الاستقلال.
و قد فرض التطور التقني والتكنولوجي الهائل الذي تشهده تكنولوجيات الإعلام و الاتصال والذكاء الاصطناعي العديد من التحديات في ظل التسارع المتنامي الذي يشهده العالم في مختلف الأصعدة ،ومن أبرز هذه التحديات مواجهة المعلومات المضللة والمغلوطة التي تنشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها و في المقابل كسب معركة التحول الرقمي و امتلاك آخر التكنولوجيات في مجال الإعلام والاتصال و استخدام الذكاء الاصطناعي ومواكبة التغيرات التكنولوجية التي يعرفها هذا المجال والتي تتسارع وتتغير يوميا بشكل رهيب، وهي التي من خلالها يمكن للصحافة الوطنية القيام بعملية الفرز ومواجهة الأخبار الكاذبة والرد في الوقت المناسب على الأخبار والمعلومات غير الدقيقة و المضللة بالإضافة إلى كسب معركة المحتوى بصناعة محتوى وطني بقيمة إخبارية عالية خدمة للمصلحة الوطنية.
وبذات المناسبة أكد وزير الإعلام على مرافقة الدولة لقطاع الاتصال بتعزيز الحقوق المكفولة للصحفي في إطار القانون مشيرا إلى إنجاز المشروع الإعلامي الطموح المتمثل في المدينة الإعلامية الجديدة والذي يعد صرحا متطورا يحوي مقرات المؤسسات الإعلامية الوطنية كما تراهن وزارة الاتصال على التكوين لا سيما المتخصص منه لتنمية القدرات والمهارات المهنية للصحفيين.
هذا وقد شهدت مختلف ولايات الوطن فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة بتنظيم معارض وعقد ندوات فكرية وكذا تكريم الأسرة الإعلامية




