من أجمل فعاليات مؤتمر الحركة الكشفية: "لمن ولماذا وإلى أين؟" كانت المبادرة الإنسانية الراقية التي أطلقها الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب بتكريم عمالقة كشفيين راحلين، قدموا الكثير وبصماتهم ما زالت شاهدة على عطائهم.
كانت بادرة وفاء نادرة ومعبرة لدرجة أنه لو كانت هذه الفعالية وحدها في المؤتمر، لكفت لتُعلن نجاحه لما حملته من صدق المشاعر وعمق الوفاء تجاه رموز خدموا الحركة الكشفية بكل إخلاص.
مشاهد الفرح كانت أبلغ من كل الكلمات:
- ابتسامة زوجة وبنت القائد الراحل هشام عبدالسلام.
- دموع الفخر في عيني ابنة القائدة ليلى علم الدين.
- نشوة الابن الفخور بوالده القائد عصام الخضر.
كلها لحظات جسّدت المعنى الحقيقي للوفاء وأعادت إلى الأذهان سؤالاً صادقاً: أين نحن من هؤلاء منذ زمن؟
إن صناعة الفرح لا يتقنها إلا النبلاء الأنقياء، وأولئك الذين نظموا هذا التكريم كتبوا صفحة خالدة في ذاكرة الكشفية والإنسانية معًا.
لقد غادر العمالقة هذه الدنيا، لكن ذكراهم ما زالت تُنير الطريق وتُلهِم الأجيال بأن العطاء لا يموت، وأن الوفاء هو أجمل ما يمكن أن يُقدَّم لمن رحلوا وبقي أثرهم خالداً في القلوب.
سيحكي المكرَّمون لعوائلهم ومعارفهم عن هذا التكريم النبيل، عن لحظةٍ اختلطت فيها الدموع بالفخر، وعن شعور جميل بأن الوفاء ما زال حاضراً بيننا، وأن الأوفياء لا ينسون من خدموا وبذلوا.
ستبقى هذه المبادرة محفورة في الذاكرة لأنها أعادت الاعتبار لرموز أعطت دون انتظار مقابل.
وباختصار:
شكراً للدكتور الإنسان عبدالله محمد الطريجي على هذه اللمسة الوفية التي جسّدت قمة النُبل الإنساني وأعادت للقلوب دفء الوفاء. فبمثل هؤلاء تُصنع المعاني الجميلة وتُحيا القيم الراقية.
ـــــــــــــ
*أديب وكاتب كويتي





