لحظات جميلة وأوقات ممتعة امتدت لساعات الفجر الأولى في بعض الأحيان كنت قد عشتها، في حضرة الحرف والكلمة والنغم، مع التونسية التي أحبّتني بين الدارين، وتجربتي في بلاد العم سام مع ثلاثية اللذة والموت وأسفار أخرى، حيث إرتمت التونسية التي أحبّتني بجمالها بين أحضاني، بعد أن تلقيتها كإهداء بهي من الصديق الجميل جميل عبدالرحمن الزبير.
وعلى الرغم من صغر حجمها وقصرها، إلا أنها كانت أنيقة المظهر، وذات أسلوب جاذب، وهو ما جعلني أقلبها على عجل، فكانت رواية واقعية أبدع في صياغة حروفها المبدع جميل عبدالرحمن هوساوي، الذي عاش دور السلطان في روايته التي تناولت قضية الفراغ العاطفي لرجل وجد نفسه قد وقع في شراك امرأة ثالثة، رغم ارتباطه بزوجتين وله أسرة مستقرة وأبناء.
ماذا عن هذه العلاقة الجديدة؟ هل هي مراهقة متأخرة، أم شيء من الفراغ العاطفي؟ أيهما يمل أولاً؟ هل الرجل يمل المرأة سريعًا، أم المرأة هي التي تمل الرجل؟ ماذا عن الفروقات والتكوين والنشأة؟ هذه التساؤلات والأسقاطات، والكثير من علامات الاستفهام والصراع الداخلي، حملتها أحداث هذه الرواية الموسومة بـ "التونسية التي أحبّتني".
وعلى الرغم من الأسلوب المباشر الذي حملته الرواية وأحداثها المتداخلة والصراعات التي عاشها البطل، كانت كفيلة بصنع حدث يستحق القراءة، وقد صدرت الرواية في جزئين، حمل الأول اسم "التونسية التي أحبّتني"، والثاني بعنوان "بين الدارين" من إصدار دار أكوان للنشر.
أما "تجربتي في بلاد العم سام" فهو إصدار للزميل الأستاذ محمد بكر برناوي، رئيس تحرير صحيفة شاهد الآن الإلكترونية، وقد أهداني نسخة منه. وفيه صاغ برناوي تجربة ثماني سنوات عاشها مرفقًا لابنته الدكتورة امتنان، بعد أن تخرجت بامتياز من كلية الطب بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، فذهبت إلى أمريكا لمواصلة دراستها العليا (الماجستير والدكتوراه) مبتعثه من كلية الطب بجامعة أم القرى، وكان والدها محمد برناوي مرافقًا لها.
وسجل خلال هذه الرحلة الكثير من اللحظات والمواقف والذكريات، بل وحتى المغامرات، مما يستحق التسجيل على أرض العم سام بين شيكاغو وواشنطن وأرلنجتون، والتي توجها بإصداره لهذا الكتاب بعنوان "تجربتي في بلاد العم سام"، وهي تجربة تستحق القراءة والتأمل.
أما الكتاب الثالث الذي تلقيته ضمن إهداءات الزملاء في معرض الرياض الدولي للكتاب، فقد كان كتلة من المشاعر وعذب الكلام، وهو ديوان شعر تلقيته من الزميل الرقيق والشاعر الأنيق - العابس المبتسم - الأستاذ القدير محمد عابس بعنوان "ثلاثية اللذة والموت" في طبعته الثانية، وقد حمل في قصائده الكثير من المشاعر التي اختلطت بين لذة الحياة وموت الأشياء وفقدها.
الشاعر المتألق محمد عابس أعاد طباعة ديوانه "ثلاثية اللذة والموت" استجابة لرغبات وطلبات الكثير من القراء والأصدقاء، فأعاد بذلك عنفوان شاعريته والتحليق بها من خلال الصور الشعرية المليئة بالديوان وتوظيفها في النص، بأشكالها المختلفة بين البسيطة والمركبة والممتدة، وبين الإيقاع المتلون والمتجدد.
ورغم الصدى الذي أحدثه الديوان عند صدور طبعته الأولى وما لقيه من ردود فعل ودراسات نقدية في الصحف والمجلات، إلا أن قصائده تجبر القارئ على إعادة قراءته مرات ومرات، والتأمل في صوره الشعرية ليشعر بشيء من النشوة أثناء التنقل بين قصائده المتنوعة.
أما الكتاب الآخر الذي عشت معه وقد تلقيته أيضًا من بين الكتب التي أهديت لي في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، فقد كان بعنوان "مع الوعيل حكايات وذكريات" من تأليف الأخ العزيز محمد الشقاء، وفيه تناول شيئًا من سيرة "أبو نايف" رحمه الله، الأستاذ محمد الوعيل، رئيس تحرير صحيفة المسائية ثم صحيفة اليوم السعودية، والذي يعد أحد أبرز رواد الصحافة السعودية الذين تركوا بصمة لا تنسى في مجال الإعلام الورقي والإلكتروني.
وقد حمل الكتاب شيئًا من الذكريات والوفاء من طالب نجيب تجاه أستاذه، تقديرًا واحترامًا، وتوثيقًا لإرث إعلامي وإنساني، ولقامته الإعلامية، ليبقى هذا الكتاب شاهدًا على تأثير أبو نايف، الأستاذ محمد الوعيل رحمه الله، في تطوير الصحافة السعودية ودوره كمعلم ملهم لأجيال من الصحفيين.
هناك العديد من الكتب الأخرى التي تلقيتها على سبيل الإهداء في المعرض وعشت معها، وستكون لي وقفات معها بإذن الله تعالى، إضافة إلى بعض الكتب التي اقتنيتها عن طريق الشراء، ومنها مجموعة كتب للدكتور عبدالوهاب المسيري، صاحب موسوعة اليهودية والصهيونية، وكتب للدكتور فاضل الربيعي، والدكتور نبيل الربيعي، والدكتور أحمد سوسة، ومحمد أبو الغار، والدكتور أحمد زكي.
ناهيك عن بعض الإصدارات الحديثة التي تناولت مكة المكرمة، زادها الله شرفًا ورفعة، والتي سيكون لنا حديث عنها بإذن الله تعالى.
وفي الختام، كل الشكر والتقدير لكل من قدم لي كتابًا ليكون صديقًا وأنيسًا، أو زهرةً تعطر حديقة مكتبتي الخاصة. ختامًا للجميع، خالص الود والتقدير.
ودمتم سالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ناقد وكاتب صحفي






التعليقات 2
2 pings
عدنان محمد
29/10/2025 في 12:28 م[3] رابط التعليق
ماشاءالله تبارك الله الله يوفقك ويسعدك لمزيد من الابحار في عالم الكتب والثقافة
جميل هوساوي
29/10/2025 في 1:54 م[3] رابط التعليق
شكر الله لكم أستاذ عادل قاضي على تفضلكم بتصفح القصة وما اضفتم من تعليق جدد لدي القة بضرورة الانتهاء من الجزء الثالث اكرر شكري وتقديري لشخصكم المتميز استمتعت برفقتكم في معرض الرياض وبضيوفكم الاعزاء .. دمتم بخير