تلقيت نسخة من كتاب الزميل الفاضل محمد بكر برناوي المعنون بـ “وجوه في الصحافة” وذلك على هامش مشاركتي في فعاليات المؤتمر الكشفي العربي في الكويت
ومنذ اللحظة الأولى، يأسرك الكتاب بأناقته في الطباعة وحسن تبويبه وإخراجه الفني المتميز، فهو عمل يجمع بين دفتيه نخبة من القامات الصحفية التي تركت بصماتها في الميدان الإعلامي.
وجدت نفسي أتعرف من خلال صفحاته على عدد من الزملاء، بعضهم أعرفهم عن قرب من خلال العمل الكشفي، وآخرين تعرفت إليهم عبر هذا الإصدار القيّم. وقد تضمن الكتاب إشارة إلى مسيرتي الصحفية، حيث أعادني الكتاب إلى بعض المحطات التي ما زالت عالقة في ذاكرتي، خاصة تلك التي وثقتها بالقلم والكاميرا وكانت مليئة بالأحداث المثيرة.
ومن بين تلك المواقف ما أدى إلى إحالتي للمحاكمة الجنائية بسبب نشر ملفات فساد لم يكن من المقبول – من وجهة نظري كصحفي حر – تجاهلها أو السكوت عنها، رغم إدراكي لما قد يترتب على نشرها من تبعات.
والمصادفة الجميلة أنني تابعت في نفس الكتاب سيرة بالزميل العزيز الدكتور عبد الرحيم الحدادى، رئيس تحرير صحيفة الكفاح نيوز، التي أتشرف بالعمل فيها، إلى جانب الزملاء الأفاضل منصور عامر ، وأحمد صالح حلبي ، وعادل قاضي، وغيرهم من الأقلام التي تزيّن صفحات هذا الكتاب.
إن كتاب “وجوه في الصحافة” ليس مجرد عمل توثيقي، بل هو رحلة في ذاكرة الإعلام العربي، يبحر بالقارئ بين سير ومسيرات صحفيين تركوا بصمات لا تُنسى في المهنة والرسالة.
سأعود بين الحين والآخر لأتصفح هذا العمل وأتعرّف أكثر على زملاء جمعنا في مجلد واحد قلم صادق وضمير مهني عنوانه محمد بكر برناوي، الذي يسير بثقة في استكمال مشروعه التوثيقي لتغتني به المكتبة العربية.
دمت، يا أبا لؤي، قلماً يعرف كيف يصنع من المواقف حكايات ومن التجارب دروساً خالدة.





