(زهران مامداني) يقلب الموازين
ويفتح صفحة جديدة في الوعي الأمريكي !!
ما حدث في انتخابات عمدة نيويورك الأخيرة لم يكن مجرد تنافسٍ سياسي عابر .. بل كان زلزالاً أعاد تشكيل المشهد الأمريكي بأكمله .. الشاب المسلم (زهران مامداني)
الصاعد بثقة وثقافة وجرأة غير مسبوقة قلب كل التوقعات وفاز فوزاً ساحقاً .. في سابقةٍ تُعد مؤشراً على تحوّلٍ عميق في وعي المجتمع الأمريكي تجاه قضايا كثيرة وفي مقدمتها الإسلام وفلسطين .
(زهران مامداني )ابن الجيل الجديد الذي يجمع بين الانتماء والوعي .. أثبت أن الضمير الإنساني في الغرب ما زال حيّاً وأن الأكاذيب الإعلامية لم تعد تقنع الشعوب !!
ففي حملته الانتخابية صرّح بشجاعةٍ نادرة : “ غزة تتعرض لحرب إبادة .. والعالم مطالب بأن يقول الحقيقة .”
كلماتٌ لم يُسمع مثلها من سياسي أمريكي في موقعٍ تنافسي منذ عقود .
وفي إحدى المناظرات سأله أحد الصحفيين : هل ستزور إسرائيل؟ فأجاب بثبات : “سأبقى في نيويورك لا حاجة لزيارة إسرائيل .”
وعندما طُرح عليه سؤالٌ آخر : وماذا لو زار نتنياهو نيويورك ؟ قال دون تردد : “سنعتقله .. لأنه مجرم حرب ونحن في مدينة قانون .”
هذه المواقف الجريئة لم تضعف حظوظه كما ظن البعض بل زادت شعبيته بين فئاتٍ واسعة من الأمريكيين الذين سئموا ازدواجية المعايير وتزييف الحقائق .. فوز زهران منداني لم يكن مجرد إنجازٍ انتخابي .. بل رسالةٌ صريحة بأن العالم بدأ يستيقظ من غيبوبة الخوف والتبعية الإعلامية !!
أخيراً :
فوز ( زهران مامداني) هو أكثر من انتصار سياسي ، انتصار للقيم ولصوت الإنسانية الذي حاولوا إسكاته طويلاً .
وارتداد طبيعي لما حدث في غزة .. وصدى عالمي يعلن أن العدالة لا تموت .. وأن الوعي حين ينهض لا تقف أمامه قوة .. نيويورك اليوم لم تنتخب عمدةً جديداً فقط
بل أعلنت ميلاد ضميرٍ عالمي جديد يؤمن بأن الحرية لا تُجزأ .. وأن الكرامة لا تُمنح .. بل تُنتزع .
ـــــــــــــــ
*أديب وكاتب كويتي





