في كُلِ فصل درَاسِي، تَتجددُ دَعوة إدارات المدَارس لأوليَاء الأمُور لحضُور اللِقاءَات التَّربوِية التي تُقيمهَا المدَارس والتي تَهدفُ لجمعِهم بالمعلِمين والإدارِيين، في سَبيل تَعزِيز المزِيد مِن التَّواصل الإيجَابي بَين الأُسرةِ والمدرسَة، وهِذهِ اللِقاءات لَيستْ مُجرد مُناسبة اعتيادِية عَابرة، بَل هِي خطوَة تَربوية وَاعية تهدفُ إلى بِناء شَراكة حَقيقِية بَين الأُسرةِ والمدرسَة، لتَعزيز التَّواصل الذي يَصنع شيئًا مِن الفُروقات في مَسيرة أبنائنَا التَّعليمِية، وتُعطي هِذه اللِقاءات كَمًا مِن الإيجَابيات خَاصة عَلى الأبناء، عَلى سَبيل المثال: التَّعرف عَلى مَعلمي الأبنَاء عَن قُرب، كَذلكَ تَعرف المعلمين عَلى بَعض الصفَات الخَفية لَدى الطلاب.
لَقد أثبَتَت التَّجارب أنَّ حَضور وَلي الأمر لهذهِ اللِقاءات يَترك أثرًا بَالغًا في مُستوى الطَالب وسُلوكهِ دَاخل الحُجرة الدِراسية أو في المدرسةِ عمومًا، خَاصة أولئكَ الطَلاب الذين يحتَاجون دَائمًا إلى التَّشجِيع والتَّحفِيز، وبالأخصِ إذا استَمرت تِلك المتَابعة مِن قِبل وَلي الأمر لابنهِ أو بنتهِ، إذ يَشعر الابِن أنَّ أسرته تُتابع مُستوَاه وتَقدمَه وسلوكهِ وتَهتم بإنجازاتِه، فَينعكِسُ ذَلك إيجابًا عَلى حضورهِ الذهنِي وثقَته بِنفسهِ، والعَمل علَى إسعادِ وإرضاء وَالديهِ ومُعلميهِ.
كَما تُمثل هَذه اللِقاءات فُرصة ذَهبية للمعلمِين لِعرض مُلاحظاتِهم ومُقترحاتِهم التَّربوية، ومُناقشة سُبل تَطوير مُستوى الطلاب وتَحسين أدَائهم الدراسِي والسُلوكي بمتَابعة الأسرة لَهم.
ومن جَانبٍ آخر، تُعد هَذه اللِقاءات سَاحة حِوار بَنّاء بَين أوليَاء الأمُور وإدَارة المدرسة، تُطرحُ فِيها الرُؤى والأفكَار والمقترحَات والملاحظَات الإيجابية لتعزِيزها والسِلبية لتفَادِيها وجَعل بِيئة التَّعليم أكثر جَذبًا وتحفِيزًا، إنها مسَاحة للتَّفاهُم والتَّكامُل، ومَيدانًا للعملِ المشتَرك مِن أجلِ مُستقبلِ الأبنَاء.
إن المدرسةَ التي تَحرص علَى تَنظيم مثل هذهِ اللِقاءات، ووليّ الأمر الذَّي يَحرص على حضُورها، يشترِكَان في هدفٍ نَبيل وهو: الاهتمَام بِتربية جِيلٍ واعٍ، مُتعلم، مُتزن، ومسؤُول، فالتَّعليم لا يَكتمل دَاخل الفُصول الدراسية وحدِهَا، بَل يَكتمِل حِين تَمتدُ يدُ البيت لتُصافِح يدُ المدرسَة في ِميدَان واحِد هو ميدَان البِنَاء.





