حين أنظر اليوم إلى المشهد الرياضي للهواة في المملكة، أستشعر حجم التحول الكبير الذي عاشته هذه الفئة في السنوات الأخيرة. لم تعد فرق الحواري مجرد تجمعات للمتعة والمنافسة البسيطة، بل أصبحت منظومة متكاملة تنبض بالتنظيم والطموح والمسؤولية.
تطور الهواة لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة وعيٍ متنامٍ لدى الشباب وإدارات الفرق والمجتمعات المحلية. أصبح اللاعب الهاوي أكثر التزامًا، والإداري أكثر احترافًا، والميدان أكثر ترتيبًا. ووسط هذه المنظومة، برزت رابطات الهواة كجسر حقيقي بين العشق الشعبي لكرة القدم وبين العمل المؤسسي الذي يواكب تطلعات الرياضة السعودية.
لقد عايشتُ هذا التطور عن قرب، ورأيت كيف انتقلت الملاعب الترابية إلى مرافق منظمة، وكيف صار للبطولات جدول رسمي، ولائحة واضحة، وتحكيم منضبط، وإعلام فاعل. أصبح اللاعب اليوم يرى في فريقه الهاوي بداية طريق نحو الاحتراف، لا مجرد تسلية عابرة.
ومع كل هذا التقدم، تبقى هناك عقبات نتمنى تجاوزها حتى يكتمل هذا البناء الجميل.ومن أبرزها محدودية الدعم المادي لبعض الفرق، وضعف البنية التحتية في بعض الأحياء، وتأخر بعض الإجراءات التنظيمية التي قد تعيق استمرارية البطولات. كما أن الجانب الإعلامي بحاجة إلى مزيد من التنظيم والاحترافية ليعكس الصورة الحقيقية لما يقدمه الهواة من جهود ميدانية رائعة.
إن هذه العقبات لا تقلل من حجم المنجز، بل تضع أمامنا مسؤولية أكبر للاستمرار في التطوير. فالميدان الرياضي للهواة يزخر بالمواهب والطموحات، وكل دعم أو تنظيم أو تشجيع يُحدث فرقًا حقيقيًا في مسيرة هذا القطاع الواعد.
ـــــــــــ
*مساعد رئيس لجنة الاعلام برابطة مكة





