لا يمكن المرور على الموقف النبيل الذي قدّمه رئيس جمعية الكشافة الكويتية الدكتور عبدالله بن محمد الطريجي دون تسجيل إعجاب بالغ وفخر كبير، فهذا الرجل أثبت مرة أخرى أن الشهامة ليست ادعاءً… بل ممارسة حقيقية تُرى وتُلمس.
هذا الموقف، الذي تمثّل في تنازله عن حق الكويت في استضافة المؤتمر الكشفي العربي الـ32 في العام 2028، يعكس أصالة تليق بالكبار، ويبرهن أن (الطريجي) يقف في طليعة الرجال الذين يرفعون راية العمل العربي المشترك بكل شجاعة ومسؤولية. إنه موقف يُحترم، ويُقدَّر، ويُحتفى به.
قبل أيام، نشرتُ مقالًا أكّدت فيه أحقيّة الكويت الكاملة في استضافة المؤتمر القادم، نظراً لما قدّمته من تنازلات عديدة لصالح تنظيم مؤتمرات كشفيّة عربية في دول مختلفة، رغم أن الكويت – وباعتراف الجميع – تملك القدرة والحق والجدارة.
ومع ذلك، يأتي ( الطريجي) اليوم ليقدّم مثالًا آخر يُدرّس، مثالًا يجعلنا نتباهى بهذا القائد الذي لا يبحث عن مكسب بقدر ما يبحث عن مصلحة الحركة الكشفية ووحدتها.
مبارك للأردن هذا الفوز المستحق.نعم… أنتم أشقاء في القلوب، وتستحقون بجدارة ثقة الأسرة الكشفية العربية ، وقد أثبتم عبر الأعوام أنكم أهل للمسؤولية، وأهل للثقة، وأهل للفخر.
دائمًا ما نتوجّه إلى الأردن في كل مناسبة فنجد ما يسرّ القلب ويبهج الخاطر، فليس غريبًا أن تنال المملكة الأردنية الهاشمية هذا الشرف.
لقد قدّم رجال الأردن صورة بيضاء مشرّفة لبلادهم، تحت قيادة هاشمية رشيدة، فاستحقوا الثقة، وأكدوا للعرب جميعًا أن الأردن كان وما زال عنوانًا للوفاء.
ومع هذا الموقف النبيل ، تتجسّد من جديد روح الأخوّة العربية واللحمة الكشفية التي ميّزت حركتنا عبر العصور.
هذه هي الكشفية… أخوّة، ومحبة، وحميمية صادقة، تجمع القلوب قبل أن تجمع الوفود.
وهكذا يُثبت العرب أن الروح الكشفية قادرة دائمًا على أن ترتقي فوق كل اعتبار، لتبقى رابطًا جامعًا لا ينقطع.
فإلى اللقاء في الأردن في العام 2028، وإلى لقاء دائم تُصافح فيه القلوب قبل الأيدي.





