في خطوة دبلوماسية لافتة تحمل دلالات سياسية عميقة، استقبل البيت الأبيض ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في زيارة عمل رسمية تكسر جمود البروتوكول الذي اتّبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.
فالبيت الأبيض لم يستضِف أي زيارة دولة منذ عودة ترامب إلى المنصب، لكنّه يفتح اليوم أبوابه لواحد من أكثر القادة تأثيرًا في الشرق الأوسط، في ما يشبه الاستثناء المقصود الذي يعكس حجم الشراكة وعمق المصالح المشتركة.
ورغم أن الإعلان جاء تحت مسمّى “زيارة عمل”، إلا أن المؤشرات السياسية توحي بأن اللقاء يحمل وزنًا خاصًا، وأن الملفات المطروحة تتجاوز حدود البروتوكول إلى ترتيبات استراتيجية قد تعيد رسم بعض ملامح العلاقة بين البلدين.
ويأتي هذا اللقاء بينما يقود ولي العهد السعودي نهضة شاملة غير مسبوقة داخل المملكة من خلال رؤية 2030، التي وضعت السعودية على خريطة الاقتصاد العالمي عبر:
تنويع مصادر الدخل،
وتمكين الشباب،
والاستثمار في التكنولوجيا،
وتعزيز القدرة الدفاعية،
والانفتاح المتوازن على القوى الدولية.
كما يمثّل الأمير محمد بن سلمان نموذجًا جديدًا للقيادة الشابة، التي تجمع بين الجرأة في الإصلاح والاتزان في بناء التحالفات، مع حضور فاعل على الساحة الإقليمية والدولية.
والزيارة تأتي في توقيت حساس إقليميًا، وتدلّ على أن السعودية أصبحت لاعبًا لا يمكن تجاوزه في ملفات الأمن والطاقة والاستثمار، وأن الشراكة مع الولايات المتحدة تدخل مرحلة جديدة من التعاون المتعدد المجالات.
ختاما أقول: إن استقبال ولي العهد في هذا التوقيت يعكس تقديرًا دوليًا لدوره القيادي، واعترافًا بالنهضة السعودية التي يقودها بثبات وثقة. كما يمثّل خطوة مهمة في تعزيز الحوار والشراكة بين البلدين بما يخدم الاستقرار والتنمية في المنطقة.
ونسأل الله أن يوفّق الأمير محمد بن سلمان لما فيه خير المملكة والأمة، وأن يجعل هذه الزيارة بابًا لمزيد من التعاون والسلام.





