مُنذ انتقَاله إلى النَّصر فِي 31/12/2022م، لم يَعد أفضل لاعبٍ فِي العَالم 5 مَرات مُجرد نَجم كُرة قَدم، بَل تَحول إلى أيَقونةٍ دُولية يُمثل وَجهًا من وَجهَات الرُؤية الطَموحة التي تَقودهَا المَملكة، وأصْبح دَوره يتجَاوز الأهدَاف دَاخل المُستطيل الأخْضر؛ إلى مَا يُمكن تَسميتهُ بـ(الدُبلومَاسية الرِياضِية الاقتصَادِية) نَظرًا إلى القُوة الفَريدَة التي تَتمتع بِها الرِياضَة كَقوة نَاعِمة اقتصَاديًا، رُونالدو والذي أصْبح اليَوم جُزءًا من تِلك القُوة النَّاعمَة ضِمن الاستراتيجية الأوسَع لتَحوِيل الرِياضَة في المَملكة إلى عَالم يَتجاوز حُدود اللُعبة لمُجرد كُونهَا لعْبة فَقط، بَل إلى عَالم اقتِصَادي وسِياحِي.
رُونالدُو بشُهرتهِ وأهميته العَالمية أصْبح اليَوم واجهةً ناعمةً وحُضوره لبعضِ المنَاسبَات الرَّسمية لهُ رَمزية، كظُهورهِ فِي حَفل كَأس السعودية لسبَاق الخَيل فِي فبرَاير المَاضي مَع سُمو وَلي العَهد حَفظهُ الله وهو يَرتدِي الزِّي الوَطنِي السعودي أثَار تَفاعلًا إيجابيًا كَبيرًا، بِنشر صُورته مع سُمو ولي العَهد حَفظه اللهُ على حِسَاباته حَين أبدىٰ سَعادته، وأرسىٰ ذَلك انطبَاعًا قَويًا بأن العَلاقات النَّاجحَة لا تقتَصر على مَعنى كُرة القَدم فَقط، بَل أبعد، وأن المَملكة بِرؤيتِها الطَموحة تُحقق تَقدمًا مُتسَارعًا فِي شتى المجَالات، بِقيادة عرَابها سُمو الأمير مَحمد بن سَلمان حفِظه الله،،
كمَا عَبر رُونالدُو سَابقًا عن شُكرهِ لوَلي العَهد على رُؤيتهِ فِي رِياضَة الألعَاب الإلكترُونية، مُعتبرًا نَفسهُ جُزءًا من مَسار التَّحوّل الذي تَعيشهُ المَملكة، وجَاء ذَلك خَلال اختيَارهُ سَفيرًا عَالميًّا لبطُولة كَأس العَالم للرياضَات الإلكترونِية 2025م.
وتُعد الريَاضة اليَوم رَكيزة أسَاسية مُجتمعية ذَات أهَمية، ولا شَك أن وجُود رُونالدو اليَوم فِي الدُوري السعودي _ الشَّخصية الأكثر مُتابعة على وسَائل التَّواصل مُجتمعة بِأكثر منْ مليار مُتابع _ زَاد مِن مشَاهداته ورَفع من مَكانته عَالميًا وكُل ذَلك بِفضل الدَّعم اللا مَحدود من الدَّولة أيدَها الله، وجَذب المُستثمرِين والجُمهور حَول العَالم، كما شَاهدنا حضُور اليُوتيوبر الشهير سَبيد عاشَق رونالدو وغيرهُ، والعَديد من الجمَاهير مِن أورُوبا وآسيا لمباريَات نَادي النَّصر، وبيع نَادي الخلُود إلى مجموعة هَاربورغ المَملوكة لرجلِ الأعمَال الأمريكي بن هاربورغ ليُصبح الخُلود أول نادٍ سعودي مَملوكًا لجِهة أجنبية.
الأحدَاث الأخِيرة تسَلط الضَوء على البُعد الدِعائي والاقتصَادي للنَّجم البُرتغالي، بمشاركتِه فِي مَأدبة عَشاء رَسمية في البيتِ الأبيض مع سُمو الأمير مَحمد بن سَلمان حَفظه الله والرئِيس الأمَريكي تَرامب.
وهَذه الزِّيارة تَنطوي عَلى دَلالات مهِمة ليس فَقط للعَلاقات السِّياسِية؛ فَهذه قَديمة مُنذ اللِقاء الأول قَبل أكَثر من 80 عامًا بَين المَلك عَبد العزِيز آل سعُود طيب الله ثَراه، والرَئيس الأمَريكي رُوزفلت فِي 1945م، بل أيضًا استخدَام الرِّياضَة عَلى أنها أداة نَاعمة ودِعاية نَاجِحة.
لقطاتٌ كثيرةٌ ظهرتَ لرُونالدو مُرتديًا الزِّي السعودي مِنها بَجانب سُمو ولي العَهد، أو رَافعًا العقَال عند تَسجِيل الأهدَاف، إنها ليستَ مُجرد صُور عَابرة بل لهَا دلالة عُمق وتَعزيز الانتمَاء، وإظهَار الاحتِرام والتَّقدير للمملكةِ وثقَافتِها وقِيادتها وشَعبها، كَما عبّر بِنفسِه فِي أكثر مِن تَصريح أنه "ينتمي إلى السعودية".
هَذه الجُملة تَحمل قِيمةً مَعنوية عَالية، لأنها تُسهم فِي بنَاء صُورة تَواصلية بَين نَجوم الرِّياضَة العَالميِين والمُجتمع السعُودي، وتُعزز الفِكرة أن المَملكة لَيست مُجرد سَاحة رِياضِية، بَل مُوطن يُضم نُجومًا عَالمِيين ويَتبنون رُؤيتَها فِعليًا.





