استضافت لجنة العلاقات الدولية مساء اليوم الأربعاء وفي ندوة حوارية الدكتور عبدالله الطريجي، رئيس جمعية الكشافة الكويتية ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، في لقاء اتسم بالصراحة والوضوح، تناول فيه مسيرة العمل الكشفي وواقع الرواد العرب وتحديات المرحلة المقبلة.
رؤية في القيادة والعمل التطوعي
استهل الدكتور الطريجي حديثه بالتأكيد على أن الشخصية القيادية تُصنع عبر التجربة والتنوع في العمل، مبينًا أنه لا يؤمن بالمركزية ويمنح صلاحياته لمن يثق بقدرتهم. وأضاف أن النجاح ليس عملاً فرديًا، بل نتاج فريق يعمل بروح واحدة وثقة متبادلة، وهو ما جعله – كما يقول – يجني ثمار نجاحات عديدة بجهود زملائه وزميلاته في مختلف المناصب التي شغلها.
هل واقع الرواد العرب مُرضٍ؟
أجاب الدكتور الطريجي بصراحة: «لا». وقال: ” طموحي أكبر مما تحقق، فنحن نعمل في ظروف صعبة، بلا ميزانيات ولا إيرادات. النجاح يحتاج دعمًا ماليًا مستقرًا” .
وأشار إلى أن الكثير من الرواد يدفعون من جيوبهم للمشاركة في الأنشطة، وهذا – برأيه – أمر لا يجب أن يستمر. ودعا الجمعيات الكشفية العربية إلى تقديم دعم مباشر للرابطات التطوعية.
إنجازات المرحلة الماضية
كشف الطريجي عن إنجاز مهم تحقق مؤخرًا، وهو إجراء تعديل شامل للنظام الأساسي للاتحاد العربي للرواد لأول مرة منذ سنوات طويلة، مؤكدًا أن التعديل جاء ليتماشى مع المرحلة القادمة وخطط التطوير المستقبلية.
كما أعلن عن قبول عضوية رابطات جديدة من بينها رابطة في الصومال، مع سعي الاتحاد لضم روابط أخرى في دول لم تلتحق بعد بعضوية الأمانة العامة.
العلاقة بين الجمعيات الكشفية وروابط الرواد
أكد الطريجي أن العلاقة تختلف من بلد لآخر حسب الأنظمة والخصوصيات المحلية، إلا أنه شدد على ضرورة وجود دعم مادي من الجمعيات الكشفية للرابطات، حتى لا يُحرم الرواد الطموحون من المشاركة بسبب الظروف المالية.
التحديات المعاصرة
توقف الدكتور الطريجي عند التحديات التي تواجه الرواد في السنوات الأخيرة، لا سيما التحديات المعرفية والتكنولوجية والمتغيرات السريعة في وسائل التواصل.
وأشار إلى أن الاتحاد ناقش هذه القضايا خلال مؤتمر “الكشافة إلى أين“ في الكويت، داعيًا الرواد والمهتمين للمبادرة والمشاركة في طرح الأفكار وتطوير العمل بعيدًا عن حصر المسؤوليات في اللجنة التنفيذية فقط.
رسالة للرواد العرب
قال الطريجي:
«يجب أن نعمل جميعًا، داخل الإدارة وخارجها. الاتحاد ملك للجميع، ومواهب الرواد في العالم العربي يجب استثمارها. المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة عمل مشترك واستراتيجيات واضحة».
الوعد بالمرحلة المقبلة
اختتم الدكتور الطريجي اللقاء بالتأكيد على أن العمل جارٍ لتشكيل اللجان واستكمال الترتيبات الخاصة باستضافة مؤتمر الصداقة في الكويت، واعدًا بأن تكون النسخة القادمة نموذجًا مشرّفًا للعمل الكشفي العربي.
الوجه الإنساني للطريجي بين الالتزام والعمل والعائلة
أظهر الدكتور عبدالله الطريجي جانبًا إنسانيًا دافئًا، حيث يلتقي والدته يوميًا ويقبل يديها، تعبيرًا عن تقديره واحترامه لها، ويحرص على أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد، مؤكدًا أن ذلك جزء لا يتجزأ من حياته الروحية واليومية.
وفي الوقت نفسه، يواصل الطريجي التزامه المهني بدقة عالية، حيث تمتد مسؤولياته بين المحاكم والنيابة ومخافر الشرطة، دفاعًا عن الحق وحمايةً للعدالة، مع التزامه بتقديم المشورة القانونية ومتابعة القضايا المهمة.
ولا ينسى الطريجي دوره الاجتماعي، إذ يحرص على حضور الزيارات المجتمعية في مجالس وديوانيات الكويت، التي تشتهر بروحها الخاصة وجوها الدافئ، ما يعكس حرصه على التواصل الإنساني والمجتمعي.
وعلى الصعيد الأسري، يخصص الطريجي عطلة نهاية الأسبوع كاملة مع أبنائه وأسرته، مؤكدًا أن التوازن بين العمل والالتزامات الاجتماعية والعائلية يمثل سر استقراره ونجاحه الشخصي.
الخاتمة القصيرة والملهمة:
يبقى الطريجي نموذجًا للإنسان المتوازن، يجمع بين الإيمان والعمل والاجتماع، مُلهمًا لكل من يسعى لعيش حياة ذات معنى.




