في زمن الظهور… ظهر منصور الرقيبة ليمنح لا ليأخذ”
رجلٌ لا يملأ الشاشة فقط، بل يملأ القلوب أثرًا، والمواقف دفئًا، واللحظة معنى.
حين يتكاثر الضجيج في منصات التواصل، وتتشابه الوجوه، يظهر استثناء نادر…
رجل ليس له من الظهور إلا بقدر ما يمنح، ولا من الشهرة إلا بقدر ما يخدم.
إنه منصور الرقيبة، الذي أثبت أن العظمة لا تُقاس بعدد المتابعين، بل بعدد القلوب التي مسّها بلطف، ووقف معها بصدق، وجبرها بخُلق.
إننا لا نتحدث عن حضور عابر، بل عن رجل يحمل همّ الناس في قلبه، ويراهم بأعين الرحمة قبل أي عدسة.
رجلٌ جعل من حضوره دعامة للأمل، وجعل من مبادراته بوابة للكرامة، وبذلًا لا يُشهره، بل يُشرّفه.
وفي مخيمه الشتوي بالقصيم، كانت الصورة أبلغ من أي محتوى؛
حيث اجتمع الناس على بساط المحبة، وتناسوا الألقاب والأضواء، ليلتفوا حول فكرة:
أن الخير ممكن، وأن الأثر لا يحتاج إعلانًا… بل يحتاج قلبًا.
وفي زحمة المبادرات، أدار المكان بفكرٍ راقٍ، فكانت الفعاليات تليق بالناس، والمحتوى يحترم المتلقي،
والضحكات التي دوّت بين الحضور، لم تكن مصطنعة… بل خرجت من القلب إلى القلب.
أركان للأسر المنتجة، منصات للشباب، فعاليات ثرية، ضيافة تسابق الكلمة،
ومواقف صادقة تُروى ولا تُرتب…
كان المشهد أشبه بمهرجان للنية الطيبة، يَعبقُ منه عبير الوطن، وترتفع فيه روح “المبادرة” من كونها فعلًا فرديًا إلى ثقافة جمعية.
وعلى خُطى ولاة أمرنا وقادتنا في هذه البلاد المباركة، الذين علمونا أن خدمة المجتمع مسؤولية وشرف،
سار منصور وهو يفتح قلبه، لا جيبه فقط، ويمنح الوقت والجهد والدعم بلا منّة، ولا انتظار للشكر.
وما زاد المشهد جمالًا، وجود نخبة من شباب الوطن،
الذين وقفوا إلى جانبه، كلٌّ بحسب اختصاصه:
من المنظمين، إلى الإعلاميين، إلى المبدعين، إلى من يعمل خلف الكواليس بصمت، ليرتّب ويُنجز ويُضيء الزوايا التي لا يراها المتابع…
كانوا جميعًا كفريقٍ واحدٍ يحمل هدفًا واحدًا:
إعلاء صورة الوطن بأفعال تُشبهه.
ولأنه حيثما حضر حضرت المحبة، واجتمع الجميع،
أصبح المخيم قصةً تُروى، ومشهدًا يُستعاد، وذكرى جميلة في قلب كل من حضر أو تابع أو دُعي له بخير.
وهكذا، دون ضجيج…
جَبَرَ خواطر، وأطلق فرصًا، وأحيا فينا الإحساس أن الدنيا لا تزال بخير، ما دام فيها من يشبه منصور، ومن حوله شباب الوطن الذين اختاروا أن يكونوا أثرًا لا خلف الكواليس، بل في عمق المشهد.
وفي حضرة هذا النُبل، نختم بقول الشاعر:
“وأفضلُ الناسِ ما بين الورى رجلٌ
تُقضى على يدهِ للناسِ حاجاتُ”
وهكذا، لم تكن المبادرة مجرد تنظيم… بل كانت رسالة.
ولم يكن منصور فيها نجمًا يتوسط المشهد… بل كان ظلًا وارفًا يستظل تحته من ضاقت بهم الحياة، وتعثرت بهم الأحلام.
هو لم يصنع لنفسه هالة، بل صنع للناس “فرصة”.
ولم يقف في منتصف المشهد كبطل، بل انسحب قليلًا ليتقدّم البسطاء أمامه.
ولأن الألقاب أحيانًا لا تكفي،
لكنه استحقّ عن جدارة أن يُلقّب بـ:
“سيد المبادرات… ورفيق النوايا الطيبة”
فكلما ذُكر العطاء ببساطة،
ذُكر اسمه… بصوت المحبة،
وكلما رُويت الحكايات الجميلة،
كان اسمه خاتمة الحكاية، وبداية الأثر.
دمت يا منصور الرقيبة خير من يُمثّل هذا الوطن في عطاءه،
ودام من حولك من الشباب، أذرعة نور تحمل الخير وتزرعه حيثما حلّت.
كتبه / احمد بن صالح الشهري




