احتفل الشعب الموريتاني اليوم بالذكرى الـ 65 لعيد الاستقلال الوطني الذي يصادف 28 نوفمبر من كل سنة. وبهذه المناسبة جرت الاحتفالات المخلدة للمناسبة على امتداد التراب الوطني تضمنت عروضا قدّمتها مختلف فصائل القوات المسلحة كما رافقتها استعراضات مقدمة من طلبة المدارس والمنظمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم. ولقد كان للعاصمة نواكشوط النصيب الأكبر من هذه التظاهرات حيث نُصبت منصة في الشارع الرئيس للعاصمة، ازدانت بالأعلام الوطنية واللافتات المشيدة بالمناسبة، ومن خلال هذه المنصة تابع رئيس الجمهورية مختلف العروض المخلدة لعيد الاستقلال، وقد كان محاطا بأعضاء الحكومة وأعضاء البرلمان وكافة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط وغيرهم. وقد وجّه فخامة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني خطابا هاما (مرفق) إلى الشعب بهذه المناسبة،
تضمن جملة من القرارات ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب مستجدات ملف الحوار الوطني والسياسات الحكومية في مجالات التعليم والصحة ومحاربة الفساد وذلك على النحو التالي:
زيادات الرواتب ودعم قطاع التعليم:
أعلن رئيس الجمهورية عن رفع رواتب معلمي ومفتشي التعليم في مختلف مراحله، إضافة إلى أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن، بمقدار 10 آلاف أوقية قديمة اعتباراً من يناير 2026.
كما تقرر رفع علاوة الطبشور بـ 20 ألف أوقية قديمة، وذلك لتعزيز الظروف المهنية للمدرسين داخل الفصول.
وفي قطاع التعليم، أشار الرئيس إلى توسيع البنية التحتية عبر بناء وتجهيز 1200 فصل دراسي وترميم 2250 فصلاً، إضافة إلى دعم الطواقم التدريسية بـ3743 مدرساً بين اكتتاب جديد ومقدمي خدمة.
التحضير للحوار الوطني:
وجدد الغزواني تأكيده على التزامه بالحوار، مبيّنا أنه يعمل على توفير الظروف الملائمة لضمان نجاحه وتطبيق مخرجاته، موضحا أنه كلف منسقا للتواصل مع مختلف القوى الوطنية بهدف إعداد خارطة طريق مشتركة، وقد تسلمت الرئاسة التقرير النهائي للمرحلة التحضيرية، تمهيدا لعرضه على الأطراف خلال الأيام المقبلة لسماع ملاحظاتهم واقتراحاتهم.
تعزيز الإنفاق الاجتماعي:
أشار الرئيس إلى أن الحكومة ضاعفت الإنفاق الاجتماعي بما يقارب 40 مليار أوقية قديمة خلال هذا العام، مما أتاح استمرار التكفل بالتأمين الصحي لصالح 100 ألف أسرة فقيرة، وإدراج الوالدين وطلاب التعليم العالي في منظومة التأمين.
وأضاف غزواني أن الدولة تواصل تقديم تحويلات نقدية لحوالي 140 ألف أسرة ذات دخل منخفض، إلى جانب العمل بآلية لتثبيت الأسعار لحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
تحسن في المؤشرات الاقتصادية:
واستعرض ولد الشيخ الغزواني توقعات النمو الاقتصادي لسنة 2025، والذي يُرتقب أن يصل إلى 4.5%، مع إبقاء التضخم دون 2%.
كما ستشهد ميزانية 2026 ارتفاعا يفوق 10% على مستوى الموارد والنفقات، في حين يتوقع أن يبقى العجز في حدود 3.5%، وأن تستمر نسبة الدين العام في التراجع من 45.2% سنة 2025 إلى 43.3% سنة 2026.
مكافحة الفساد واكتتاب كبير للشباب:
وشدد الرئيس على أن الحكومة ماضية في محاربة الفساد بطريقة مؤسسية ومسؤولة، تضمن عدم استغلال هذا الملف لتصفية الحسابات أو المحاباة.
كما أعلن عن التحضير لإطلاق أكبر عملية اكتتاب خلال الأسابيع المقبلة، تشمل حوالي 3000 شاب من مختلف التخصصات، من أساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين وقضاة وضباط وأعوان جمارك، فضلاً عن تعزيز الإدارة العمومية بمئات الموظفين الجدد.
ترسيخ قيم المواطنة:
واختتم رئيس الجمهورية خطابه بالتأكيد على أن الحقوق والواجبات لن تُبنى إلا على مبدإ المواطنة، وأن الدولة ستعمل بكل قوة على منع أي اعتبارات قبلية أو عرقية أو فئوية من التأثير على وحدة المجتمع وتماسكه.





