لأنني أنا،،لا أحتاج كثيرًا من التبرير لأحد، ولا أملك رفاهية أن أكون نسخة أخرى تشبه الجميع. خُلقتُ لأكون كما أنا: بطريقتي، بخطواتي المترددة حينًا والواثقة حينًا آخر، بقلقي الذي يسبق قراراتي، وبعنادي الذي يحميني من الانكسار.
لأنني أنا،، أتعلم متأخرًا أحيانًا، وأفهم متأخّرًا كثيرًا، لكنني لا أتوقف عن المحاولة. لا أبحث عن الإعجاب بقدر ما أبحث عن أن أكون صادقًا مع نفسي، حتى لو خسرت بعض العلاقات أو تأخّر وصولي لما أريد. المهم أن لا أخسرني.
لأنني أنا،، أحمل قلبي على كفّي، ولا أعرف كيف أتظاهر. أحب بعمق، وأغضب بعمق، وأسامح بعمق. كل شيء عندي يسير بصوت عالٍ حتى لو كنت صامتًا. أحيانًا يرهقني هذا الاتساع في داخلي، لكنه أيضًا ما يجعلني أقوى مما أظن.
لأنني أنا,, لا أهرب من ضعفي. أضعه أمامي، أسمّيه، أتصالح معه، ثم أواصل الطريق. لا أملك وجهًا آخر أواجه به الحياة، ولا أريد أن أملك. يكفيني أنني أعرف حدودي وأعرف قيمتي، وأعرف أن ما أبحث عنه لن أجده في مرآة أحد.
لأنني أنا, أحتفل بانتصارات صغيرة لا يراها غيري، وأحزن على خسائر كبيرة لا أفصح عنها. أقاوم لأجل أحلام قديمة ما زالت في قلبي، ولأجل أبواب أعرف أنها ستفتح، حتى لو طرقت عليها بصمت.
لأنني أنا، أؤمن أن الله يهيّئ لي الطرق حين أتعثر، ويُظهر لي الإشارات حين أرتبك، ويبدّل أيامي بين شدّة ولطف حتى أتعلم كيف أثق به أكثر مما أثق بنفسي.
وفي النهاية، لأنني أنا، ولأن كل ما مررت به صنعني، فأنا أمضي كما أنا: لا كاملاً، ولا ناقصًا،، فقط إنسانًا يتعلّم كيف يعيش بطريقة تشبهه، لا بطريقة تفرضها الحياة عليه.





