قد لا يتخيل الآ باء والأمهات تأثير كلماتهم على أبنائهم منذ نعومة أظفارهم، فكم كلمة بنت طموح ً ا وعززت مبدأ وغرست قيمة، وعلى
النقيض كم من كلمة حطمت أملا ً و كسرت قلبًا وأودت بالأفكار قبل و لادتها..
سقت هذه المقدمة البسيطة كإضاءة للأمهات والآباء بهدف الوقوف على أهمية ودور الآباء في تعزيز ودعم أبنائهم عبر الكلمة
والإيماءة والإشارة ..
ولعل ما دفعني لطرح هذه المعلومة أثر والدي الكريمين رحمهما الله على مسيرتي وتكوين شخصيتي
فوالدي العزيز كلما أخبرته عن تقدمي في تفوقي الدراسي أو حصلت على مركز متقدم يرد عليّ بكلمة ” ابْعدي ” كم كان لها من
صدى عظيم وكبير في أعماق تفسي واعتزازي وفخري بما حققت وهذا يدفعني لتقديم المزيد ولا أخفيكم بأن والدي غاب عن هذه
الدنيا بينما أثره وتأثيره حفر لنفسه مكانا في القلب والذاكرة والوجدان مذ كنت طفلة حتى تبوأت أعلى المناصب في وطني العزيز
مرورا بتميزي في المهنة التي عملت بها من طالبة مثالية ومتفوقة إلى معلمة مثالية إلى مشرفة متميزة ثم مديرة وقيادية متفردة بما
أحمله من قيم ومبادئ وأفكار متقدة أوقدتها كلمة ابعدي ..
وعندما عدت أبحث في مصدر هذه الكلمة فكلمة ” ابْعدي ” تحمل الكثير من المشاعر منها المحبة والدلال والإعجاب ، فهي لا تعني
البعد المكاني أو الزماني بل تعني أن هذا الشخص غال ٍ في قلبك قرب منك و كأنك تقول له ” أنت بعد نفسي” في القرب والمحبة
والمكانة ..
اللغة هي تخزن المشاعر والثقافة والهوية فاللغة لا تنقل المشاعر بل تخلقها ..
رحمك الله ياوالدي فكم كنت عظيم ً ا و كبيرًا في كل شي..
رسالتي لأخوتي وأخواتي ودعوتي لهم باحتواء أبنائهم وبناتهم و غمرهم بالكلمات الداعمة والمشجعة والداعمة التي تخلق منهم
أشخاص متفردون ..




