قبل أيام، ضجّت منصّات التواصل الاجتماعي بقصة شاب سعودي حمل على كتفيه حلماً كبيراً، ورافقته أسرة اختارت أن تراهن على مستقبل ابنها ليصبح طياراً مدنياً. نواف المالكي، شاب بدأ رحلته قبل أربعة أعوام عندما التحق بإحدى الأكاديميات المتخصصة داخل السعودية، مفضّلاً البقاء قريباً من أسرته، وتجنّب مشقة الاغتراب وكلفته العالية.
منذ تلك اللحظة، كبرت أحلام نواف كما يكبر طموحه. أمٌ تقف على سجادة صلاتها خمس مرات يومياً، تبتهل بأن ترى ابنها يرتدي زي الطيار، وأبٌ أثقلته الديون التي تجاوزت نصف مليون ريال، دفعها أملاً في أن يرى حلم ابنه يتحقق.
لكن النهاية جاءت على غير ما تمنّته الأسرة؛ فالطموح الذي ظنّوا أنه يقترب من التحقق، بدأ يتبدّد شيئاً فشيئاً، حتى بات ركاماً من الخيبة. أربع سنوات كاملة من الدراسة النظرية، من الالتزام والانضباط… ومع ذلك لم يجلس نواف خلالها مرة واحدة على مقعد الطائرة ليتدرّب عملياً، رغم أن التدريب الجوي هو جوهر دراسة الطيران وأساس الحصول على رخص الممارسة.
قصة " نواف " لم تكن حالة فردية؛ فقد ترددت خلال الفترة الماضية شهادات طلاب آخرين مرّوا بتجارب مشابهة، تحمل ذات الشعور بالخذلان، وتثير أسئلة جادّة حول واقع بعض البرامج التدريبية، ومستوى الإشراف والرقابة، وحقوق الشباب الذين يضعون أحلامهم — ومدّخرات أسرهم — بين يدي مؤسسات يفترض أن تقودهم نحو السماء، لا أن تعلّقهم بين الأرض واللا يقين.
اخيرا :-
إنها قصة شغفٍ بدأ كبيراً، ثم تلاشى… لكنها أيضاً دعوة لإعادة النظر، حمايةً لآمال شباب لا يريدون أكثر من فرصة عادلة للتحليق





