التقيتُ بـ الدكتورة حبيبة عبدالمجيد، الباحثة الصينية في منصة التوقيع في معرض جدة الدولي للكتاب الذي يقام هذه الأيام في قبة سوبر دون بجده ، التي لفتت الأنظار بحضورها المتزن وارتدائها الحجاب الكامل، حتى احسبها مواطنه أو عربية خليجية ، في صورة عكست حشمة وأناقة بدت معها وكأنها إحدى بنات الجزيرة العربية أو سعودية المنشأ والهوية.
وخلال اللقاء، فاجأتني الدكتورة حبيبة بانها صينية وتجيد اللغة العربية بتمكّن، حيث أوضحت أنها قدمت إلى المملكة في وقت سابق كوافدة، والتحقت بـ جامعة أم القرى، وتحديدًا معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، الذي كان بوابتها الأولى لتعلّم اللغة العربية على أسس علمية رصينة، قبل أن تواصل تطوير لغتها بالممارسة اليومية والانخراط في المجتمع.
وأكدت (د.حبيبة).. أن المملكة باتت تمثّل لها بلدها الثاني، لما وجدته من احتضان إنساني وبيئة علمية وثقافية ساعدتها على الاندماج والتطور، معربة عن امتنانها العميق للمملكة قيادةً وشعبًا، لما وفرته لها ولأمثالها من فرص التعليم، والأمان، والانفتاح الحضاري.
وتُعد (د.حبيبة) نموذجًا مشرفًا للوافدين الذين يحملون الود والحب للمملكة، ويُدينون لها بالفضل في مسيرتهم العلمية والإنسانية، في قصة تعكس كيف فتحت هذه البلاد ذراعيها للعلم وأهله، ورسّخت صورتها كحاضنة للتنوع الثقافي وجسر للتواصل بين الشعوب.
فمن هي الدكتورة حبيبة عبدالمجيد سليمان !!؟
هي (طبيبة) تنتمي إلى جيلٍ من المختصين الذين جمعوا بين التأهيل الأكاديمي العميق والممارسة المهنية المتواصلة في مجال الطب الصيني التقليدي وعلاج الإبر الصينية. تخرّجت من جامعة بكين للطب الصيني بالعاصمة الصينية بكين، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الطب الصيني والإبر الصينية، واضعةً بذلك الأساس العلمي لمسيرتها المهنية.
وعززت مسارها الأكاديمي بحصولها على شهادة أخصائية علاج بالإبر الصينية على المستوى الدولي من الاتحاد العالمي لجمعيات الطب الصيني، إلى جانب حصولها على ترخيص رسمي في الطب البديل والتكميلي والحجامة من المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، بما مكّنها من ممارسة تخصصها وفق الأطر النظامية المعتمدة.
تمتد خبرة (د.حبيبة) العملية لأكثر من عشر سنوات داخل المملكة العربية السعودية، تنقّلت خلالها بين عدد من الجهات الطبية المتخصصة. فقد بدأت مسيرتها المهنية في مستوصفات التعاون بمدينة الرياض خلال الفترة من 2012 إلى 2017، ثم واصلت عملها في المركز السعودي الصيني بمدينة جدة من 2017 إلى 2022، قبل أن تنضم إلى مجمع الطب الشرقي للطب البديل خلال الفترة من 2022 إلى 2025.
وإلى جانب عملها العلاجي، اهتمت الدكتورة حبيبة بالجانب التعليمي، حيث أسهمت في تعليم الإبر الصينية للمبتدئين، ونقل المعرفة النظرية والتطبيقية لهذا الفن العلاجي العريق، انطلاقًا من قناعتها بأهمية نشر الوعي بأسس الطب الصيني التقليدي وفق منهج علمي رصين.
وتجسّد سيرة الدكتورة حبيبة عبدالمجيد سليمان نموذجًا مهنيًا يجمع بين الخبرة الدولية، والالتزام المهني، والحضور الإنساني، في مسارٍ مهني كرّس جهده لخدمة الصحة والعلاج البديل بأسلوب علمي متوازن ومتخصص.





