مما امتن الله عليَّ به تحقيق انجازٍ وطنيٍ استغرق مني ٣٩ عاماً وهو كتابة أكبر عددٍ من القصائد الوطنية على مستوى العالم لشاعرٍ عن مدينته وهي ٥٠ قصيدةً عن الأحساء عدد أبياتها ٥٥٠ بيتاً كتبتها من عام ١٤٠٧هـ حتى عام ١٤٤٦هـ تراوحت بين القصائد الوصفية والوجدانية والتوثيقية لانجازات الأحساء الحضارية وسيحمل هذا المنجز الوطني ديواناً شعرياً بعنوان (قصائدي عن الاحساء) أترقب صدوره قريباً إن شاء الله والاحتفال بتوقيعه وتسجيله في موسوعة جينيس للأرقام القياسية في العالم حيث لم يسبق لشاعرٍ في العالم كتابة هذا العدد من القصائد عن مدينته وذلك استناداً إلى بحثي في الشبكة العالمية للمعلومات واستعانتي ببرنامج الذكاء الاصطناعي وكذلك معرفتي الشخصية بحكم متابعتي الواسعة للساحة الشعرية منذ قديم الزمن.
ولا غرو أن أكتب عن الأحساء هذا العدد من القصائد وعلى جميع البحور والأوزان الشعرية والقوافي لأن الأحساء ملهمة فمن حيث وليت وجهي رأيت ما يلهمني سواءً من مظاهر الطبيعة أو التضاريس أو التراث أو المعالم الأثرية فضلاً عن تاريخها الحضاري وانسانها الفذ وكل مقوماتها فهي لا تلهم الشعراء فحسب بل تلهم الكتاب والفنانين والمبدعين في شتى الفنون الجميلة فلا يقطنها انسان الا ويحبها ويتعلق بها كتعلقه بوطنه الأصلي فإذا كان هذا حال المقيم فيها فكيف بحال المولود في أرضها والمترعرع في كنفها والناهل من مائها والمتنفس من نسيمها والمتغذي بغذائها والملتحف بسمائها والمتقلب فوق ارضها والسائح بنظره وفكره ووجدانه في طبيعتها الخلابة والساحرة والآسرة؟.
وهذا إن دل على شيءٍ فإنما يدل على حظوة الأحساء ومكانتها الخاصة في نفوس الجميع دون استثناء وحبهم لها الأمر الذي يحدو بهم للتفاعل معها بالكتابة شعراً ونثراً والتعبير الوجداني من حبٍ وتعلقٍ وتعاطفٍ واشتياقٍ وحنينٍ إليها حيث تمتلك جاذبيةً يندر وجودها في غيرها جاذبية تشد العموم إليها فيتعلق بها الوافد كتعلق المواطن ويحن إليها المقيم كحنين المتبلّد الذي عاش فيها العمر كله فيالها من جاذبةٍ ويالها من آسرةٍ ويالها من ساحرة فمهما قلت عنها أحتاج لقول المزيد وأشعر أنني ما قلت سوى النزر اليسير مما يكنه فؤادي من المشاعر والعواطف المتلاطمة بحجم محيطها التاريخي الممتد.
سفير النوايا الحسنة
أديب وصحفي




