متخصص في علم الميكروبات: سلالات بكتيريا منتشرة في الخليج أغلبها في الخضروات :
كشفت دراسات تقوم بها منظمة الصحة العالمية عن وفاة 700 ألف حالة بسبب البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية في حين توقعت المنظمة عبر دراسات محكمة ان تصل الى 10 مليون حالة وفاة بحلول عام 205م.
وأوضح د. حسام زواوي، أستاذ مساعد وباحث في علم الميكروبات، رئيس اللجنة الوطنية للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، وزارة الصحة السعودية، خلال لقاء “ديوانية الأطباء” مؤخرا في لقائها 42 (الدورة السادسة)، بعنوان (الحرب على البكتيريا الخارقة للمضادات الحيوية)، بأن المملكة تنبهت لذلك الخطر مما حدا بها العمل على انشاء بنك للبكتيريا للمساعدة في التتشخيص والتحليل، وتبنت المملكة برنامج الاستقصاء الوبائي، وبرنامج إنشاء شبكة خليجية لدراسة مدى انتشار البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية في الخليج، حيث وجد ان 33% من البكتيريا مقاوم للمضادات الحيوية بعدما كانت في السابق 8% فقط، مرجعا ذلك للافراط في استخدام المضادات الحيوية والسفر وانتشار الميكروبات والامراض المعدية والعدوى المكتسبة في المستشفيات.
وقال لدينا الان في وزارة الصحة السعودية خطة استراتيجية لدول مجلس التعاون للحد من انتشار الميكروبات المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية، ونبحث كذلك عبر علم انتشار الاؤبئة لمعرفة الفيروسات قبل انتشارها.
ونبه بموازة ذلك عن نوع من سلالات البكتيريا منتشر في دول الخليج العربي وتم عمل دراسات في جامعة الملك عبدالله على الاكل والتربة والهواء والماء والخضروات واغلب تلك السلالات منتشر في الخضروات.
وحذر من اكتشاف بكتيريا في المملكة مضادة ومقاومة للمضادات الحيوية وفريده من نوعها في العالم وتسبب مشاكل عدوى المسالك البولية لدى النساء وتلوث الدم والتهابات رئوية.
وطالب بمراقبة انتشار البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات والعزل الصحي، ويرى د. حسام، بأننا بحاجة إلى تطوير أدوات تشخيصية أكثر كفاءة وسرعة تمكننا من الاحتواء الطبي السريع في هذا المجال، وعليه فقد قام بتطوير اختبارا جديدا يمكننا من تحديد مقاومات المضادات الحيوية بكفاءة وسرعة، يهدف الاختبار إلى زيادة كفاءة مشاريع المراقبة والعزل الصحي الكبيرة، وتطوير الاختبارات الجديدة في المستقبل، لتحسين وتسريع التشخيص السريري، حيث أصبحت البكتيريا لديها القدرة في مضادة ومقاومة المضادات الحيوية وهي احد أهم المهددات للحياة بحسب منظمة الصحة العالمية، وقال قد نرجع للعصر السابق عندما كانت الجروح تسبب الوفاة لوجود البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية.
وتناول د. حسام، البكتيريا “الشبح” وهي بكتيريا حساسة للمضادات الحيوية في المختبر مما يجعل الأطباء يصفون وصفة طبية خاطئة لصعوبة تشخيصها بسبب التركيبة الجينية.
وتأسف ان بعض الأبحاث العالمية التي تهم البشر لاتنشر الا في مجلات علمية ولابد من ايصالها للعامة الى جانب حملات توعوية لنتائج الدراسات والأبحاث.
وقال امامنا حرب طويلة على البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية وسنعمل جاهدين للحد منها مع الأطباء والطلبة الجدد في الطب.
وتحدث عن طرق التشخيص وقال ان التشخيص والتحليل للعينات في المختبر على البكتيريا يأخذ اقلها خمسة أيام وطورنا تحليل لــ 200 نوع من البكتيريا يأخذ خمس ساعات بثلث التكلفة وبدرجة نجاح 98% ونعمل على تقليل هذه المدة.
وأشار الى دراسة عن “الكهوف المظلمة” وقال وجدنا في فنزويلا كهوف تحتوي على بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وتعرفنا فقط على 30% منها و 70% منها غير معروف.
وحذر من عدم تقنين صرف المضادات الحيوية، وقال ان قانون صرف المضادات الحيوية من غير وصفة طبية عمل غير قانوني الا انه غير مفعل في المملكة بالشكل اللائق.
ولفت ان وزارة الصحة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 تدعم الرعاية الأولوية وتدعم البحوث الوطنية في مجال البكتيريا المقاومة والمضادة للمضات الحيوية، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لديها توجه عالمي لدعم الأبحاث ضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 مما زاد انتاج البحث العلمي الى ثلاثة اضعاف.
يذكر ان د. حسام زواوي، أخصائي في علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي، متخصص في مجال العدوى المكتسبة في المستشفيات، وخاصة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية Superbugs في دول الخليج العربي.
أسس بالتعاون مع المختصين من دول مجلس التعاون الخليجي أول برنامج مراقبة على مستوى المنطقة لرصد انتشار وظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ويساهم هذا البرنامج في حل لغز مقاومة المضادات الميكروبية على مستوى العالم.
حصل د. حسام زواوي، على جائزة الباحث الناشيء – مركز الملك عبدالله الدولي للبحوث الطبية، الرياض 2016، جائزة المنشور البحثي المتميز – مركز البحوث السريرية – جامعة كوينزلاند، أستراليا 2015، جائزة صانع التغيير، جامعة كوينزلاند، جائزة الإنجاز الشبابي، مؤتمر القيادة العالمي، دبي 2015، جائزة العلوم والابتكار 2014، حكومة كوينزلاند، أستراليا 2014، وفي عام 2014م على جائزة رولاكس العالمية للمشاريع الطموحة والتي تسهم في تحسين حياة البشرية، واختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن القادة السبعة للجيل القادم، نظيرا لمجهوداته في مجال البحث العلمي.
وقامت جامعة الطالب كوينزلاند الأسترالية، بوضع لوحة إعلانية في مدينة بريزبن فيه صورته وكتب تحتها “حسام يصنع التغير” وذلك ضمن حملة تهدف إلى توعية العالم عن الأدوات التي يمكن من خلالها تشخيص الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية وكيفية علاجها.






