من المواقع السياحية التي يحرص الأهالي وزوار الاحساء على ارتيادها الأسواق الشعبية وتوجد في الأحساء مجموعة من هذه الأسواق التي يحرص على زيارتها السياح من دول العالم وأهمها سوق القيصرية التاريخي الذي يعرض مختلف السلع والمنتجات الشعبية وكان قبل احتراقه صباح يوم الخميس 1422/8/2هـ يعج بالمتسوقين من دول مجلس التعاون الخليجي ولا يزال يشهد إقبالاً كبيراً في موقعه بعد إعادة بنائه وتمنى ملاك دكاكينه أن أمانة الأحساء أعادت بناءه بعد هدمه بتخطيطٍ جديدٍ كسوق واقف في دولة قطر الذي تحوَّل إلى مزارٍ ثقافيٍ وتراثيٍ وتجاريٍ ومعلمٍ بارزٍ في البلد وسوق القيصرية ليس بأقل منه قيمةً تاريخيةً وأثريةً وتجاريةً وأهميةً حضاريةً وثقافية ولو حاكت أمانة الأحساء سوق واقف عند التخطيط لإنشاء سوق القيصرية لكان نجاحه باهراً والإقبال عليه هائلاً ولكان مزاراً لكل سائح ولكن الأمانة أعادت بناءه بمساحةٍ صغيرةٍ لكل دكانٍ من دكاكينه مع ضيق ممراته بسبب تضخيم حوائطه الذي تسبب في خسارة 19 دكاناً من ملكية الأمانة ولم يبقَ سوى 422 دكاناً وتعادل مساحة كل دكان مساحة غرفة صراف آلي دون مراعاةٍ لتغير الزمان ومتطلبات الإنسان في العصر الحاضر التي تتطلب مساحةً تستوعب هذه المتطلبات وكانت الأمانة قد استخدمت في بنائه المواد التقليدية مع الحفاظ على تصميمه القديم ومراعاة أصول السلامة الكهربائية وتوفير العوازل الحرارية والمائية لتفادي وقوع كارثة الحريق التي تعرَّض لها باحتراقٍ بلغت نسبته 80% وخسران معظم ملاكه ممتلكاتهم العينية والنقدية المقدرة بأكثر من 200 مليون ريال ويقع سوق القيصرية في قلب مدينة الهفوف ويتميز بمبناه المصمم على الطراز المعماري الإسلامي المبني في العهد العثماني والذي يمثل وجه الأحساء بملامحه التاريخية والتراثية ويعد أقدم الأسواق في شرق الجزيرة العربية وأول سوقٍ مسقوفٍ فيها ومن المؤكد أن السوق المسقوف كما يقول الدكتور فيدال مؤلف كتاب (واحة الأحساء) نشأ مع وجود العثمانيين في المنطقة في القرن العاشر الهجري ويشير إلى أنه بُني في بداية عشرينيات القرن الميلادي الحالي ولا يعرف بالضبط تاريخ فترة بنائه إلا أنه تم في الفترة ما بين 1917م- 1923م حيث كانت القيصرية عندما التقط (فيلبي) أول صورةٍ لسوق الخميس الشعبي سنة 1917م لم تجدد أو يُعدَّل بناؤها ولكن المبنى الجديد تم الفراغ منه سنة 1923م في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وقد حافظت القيصرية على شكلها المعماري الفريد وواجهتها المتمثلة في صفوفٍ من أقواسٍ ترتكز على أعمدةٍ بُنيت خلال فترة الحكم العثماني والقيصرية عبارة عن مجمعٍ رئيسيٍ لدكاكين تتكون من شبكةٍ معقدةٍ من ممراتٍ مقنطرةٍ طويلةٍ وضيقة وتتوزَّع الدكاكين حسب تخصصها وأهميتها ورغم انتشار الأسواق الحديثة مازالت القيصرية محتفظةً بأهميتها التجارية وحيويتها ويرتادها يومياً المتسوقون من أهالي الأحساء ومناطق المملكة ودول الخليج والسياح الأجانب وتغص قبيل الأعياد بالناس وذلك لنكهتها الخاصة التي تبدو فيها خصوصية الأحساء ولشهرتها وتنوُّع بضائعها ومناسبة أسعارها وتوفر جميع الحاجات الضرورية فيها وتفردها ببيع مواد لا تتوفر في سواها من الأسواق وهي من أكبر الدلالات على مكانة الأحساء التجارية قديماً باعتبارها حلقة الوصل بين ساحل الخليج والمدن الداخلية كما توجد في الأحساء أسواق القرية الشعبية المقامة بمبلغ 150 مليون ريال على مساحةٍ تبلغ 150 ألف متر وهي أكبر سوقٍ شعبيةٍ على مستوى الخليج حيث تحتوي 1500 محلٍ لبيع الذهب والجواهر والمفروشات والملابس والعطور والأواني المنزلية وغيرها من متطلبات الأسرة مع مجموعةٍ من المطاعم والخدمات المساندة بالإضافة لسوق عمارة السبيعي للكماليات الرجالية وأسواق النساء الحديثة والأسواق الشعبية المتنقلة على مدار الأسبوع ويتدفق أبناء دول مجلس التعاون الخليجي على الأحساء للتبضع من أسواقها بمختلف أنماطها القديمة والحديثة حيث يجدون فيها الأسعار المناسبة التي لا يجدونها في بلدانهم فلا يكاد يوجد سوق إلا ويتسوَّق فيه رجال ونساء من دول الخليج ويشتد التكالب على الأسواق الشعبية لرخص أسعار بضائعها وسلعها التي تباع في دول الخليج بأضعاف ما تباع به في الأحساء وكذلك أسواق الكماليات النسائية.
كتابنا
> المواقع السياحية في الأحساء ـ الأسواق…
المواقع السياحية في الأحساء ـ الأسواق…
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/40080/