تأكد لي وبدون شك أنه من “شبَّ على شيء شاب عليه” ذلك هو حال الطلاب والطالبات المبتعثين في شيكاغو وماحولها، فخلال تواجدي في الولايات المتحدة الامريكية بلد الحرية والانفلات ، والاحتكاك عن قرب ببعض من نماذج من أبنائنا الطلاب المبتعثين رأيت ما يثلج الصدر ويبعث الارتياح في النفس ، تخصصاتهم مختلفة ، يدرسون في ارقى الجامعات ، رأيت النخوة ، والرجولة ، والجد والاجتهاد والمثابرة ، رأيت الالتزام بالأنظمة والقوانين ، رأيت التمسك بالعادات والتقاليد ، في تجمعاتهم تتوفر القهوة العربية ، وكرم الضيافة ، يرحبون ببعض ، وبمن يلفي اليهم من أي جنسيه و عرق أو ديانة كَوَّنُوا صَدَاقَات بَيْنهُمْ وبين باقي شباب العالم ، رأيت أدب التعامل بين الطالب والطالبة في الغربة ، ففرضوا احترامهم في الجامعات على اقرانهم من كل الجنسيات وكافة الدول ، يعانون بعضهم من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية وبطرق ودية ، الاحترام متبادل بينهم خصوصا بين الطالب والطالبة ، كل ذلك ناشئ عن التربية الحسنه للأسر في بلادنا الحبيبة ، فهم تشربوا العادات وحفظوا التقاليد وحافظوا على سمعة الانسان السعودي عامة والطالب المبتعث خصوصا ، رأيت في وجهوهم الإصرار على تغيير البلاد إلى الاحسن فهم عايشوا ثقافات مختلفة وعرفوا السبيل إلى الرقي ببلادهم ، وتغير نمط الحياة فيها إلى الأفضل ، تخلصوا من عقد كثيرا ومن خلفيات عديدة ، باتوا يفهمون توجه حكامهم ورغبة اهاليهم في إعمار البلاد وخدمة الدين ثم المليك والوطن .
في نهاية الأسبوع الماضي حضرت اللقاء الشهري في النادي السعودي بجامعة الينوي شيكاغو (UIC) ورايت ما يسعد عندما شارك المرافق خبير التدريب بمعهد الإدارة العامة سابقا الخلوق بشير المطيري ، بألقاء محاضرة ثقافية ، وقد تجاوز سن التقاعد لكن الحرص والنخوة (السعودية) المعهودة والحب لوطنه وأبناء وطنه جعله يشارك وكانه عاد بالعمر لربع قرن من الزمان (ما شاء الله) ،وكان واسع الصدر راقي في تعامله واجاباته على أسئلة ابناءه الطلاب ، واكمل الرونق أن انبرى المرافق المعلم السابق محمد القرني لمهمة تنفيذ مبادرة تكريم الجميع لزميلهم الخريج الذي سيغادرهم عائدا إلى ارض الوطن ، وأكملت سعادتي بطالب الدراسات العليا صالح الشمري وهو يقود النادي بكل كفاء واقتدار رغم انه ليس بأكبرهم ولم يكن اصغرهم .
لذلك أقول لكم … “اطمئنوا عيالنا في بلاد الابتعاث يبشروا بالخير”
m_abulouy@




