المكافحون والمجدون في مشوار الحياة كثر، لكن الملهمون منهم قليلون ، خصوصا في هذا الزمن الذي تقدمت فيه تقنيات الحياة وتأخر ابداع البشر ، لكن في مدينة شيكاغو الامريكية وضمن متابعاتي لمسيرة المبتعثين المصنفين الأكثر تواجدا مع جنسيات مختلفة من العالم التقيت المبتعثة الباحثه السعودية من المنطقة الشرقية نرجس السمان وخلال التقائي بها للوهلة الأولى اجبرتني للتوقف في محطات حياتها ، واستعرضنا سويا خلال حوارها الخاص لصحيفة شاهد الان الالكترونية تلك المحطات المثيرة المليئة بالكفاح والإصرار والبحث عن الارتقاء بالذات والتحصين بالعلم ، ونرجس هي مثال للمواطنة السعودية المحتشمة المعتدلة التي تربت على أدب وخلق ودين ، والتي تمتلك الرغبة في التعلم والسمو بالذات وتشريف الوطن ، ووجدنا في محطات حياتها مفارقات عديدة وعبر جليله ، وعند اللقاء بدأت بداية الواثقين في النفس وعرفت بنفسها قبل أن ننطلق فقالت: أنا نرجس معتوق السمان، من المنطقة الشرقية عندي ولدان “مهدي ” و”معتوق ” واعمل حاليا موظفة في مستشفى ” Northwestern Memorial Hospital ” قسم الامراض الدقيقة “امراض الدم” ، وأكدت انها تثق في نفسها وعلمها وعلو اهدافها واليكم الجزء الأول من تفاصيل الحوار:
• إذا دعينا نسألك بعد هذا التعريف متى بدأت بعثتك، وفي أي مرحلة؟
أنا مبتعثه من المرحلة الأولى لمشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث نهاية العام 2005 إلى نهاية العام 2012، ثم تقدمت مرة أخرى للمرحلة التاسعة للمشروع لدراسة الماجستير، والحمد الله انتهيت من مرحلة الماجستير والان موظفة، وحاولت تجديد البعثة لمواصلة الدكتوراه ولم يوافق على طلبي لأني انا من المرحلة التاسعة، والمرحلة التاسعة ليس لهم حق التجديد للبعثة، فتقدمت للعمل فقبلت وانا موظف الان في واحد من أكبر مستشفيات شيكاغو ” Northwestern Memorial”
• لكن نظام العمل هنا في أمريكا يختلف كليا عن نظامنا في السعودية فالناس هنا يعملون لوقت طويل وجل يومهم يقضونه في العمل وانتِ قادمه من مجتمع يختلف عنهم تمام كيف استطعتِ التأقلم مع نظام العمل هنا؟
هناك فرق شاسع بين نظام العمل هنا ونظام العمل في بلادنا، فنحن هنا نتأقلم ونرتاح كثيرا لان التدريب والتعليم بعطيك الحرية في السؤال والخطأ عند الطالب أو المتدرب أو الموظف حتى مقبول، فالمجتمع هنا يتقبل الخطأ من المتدرب، ومكاتب المدرسين مفتوحة لنا في أي وقت يتلقون الأسئلة بصدر رحب وبجدية ويسعون إلى تعليمك وتدريبك، لذلك تأقلمنا كثيرا وأصبحنا نحب العمل، ومن حب العمل أبدع فيه
• وهل في رأيك أن المجتمع السعودي لا يتحمل ضغوط العمل كثيرا، ولا يستطيع العمل فترات طويلة كالمعمول به هنا في أمريكا؟
أولا أنا لا الوم الناس في بلادنا في عدم قدرة البعض في تحمل ضغوط العمل أو رفض البعض روتين العمل الطويل ولا يتفانى بعضهم في العمل، والفرق أنني هنا موظفة في مكان أحب العمل فيه في تخصص احبه وتعلمته وتدربت عليه جيدا، وبالتالي أبدع فيه وابتكر، بينما في بلادنا ممكن أن يسند العمل لغير المختص وهذا امر خطير جدا وتبعاته ليس على الموظف فحسب بل على زملاءه المحيطين به، وهذا يجعل الانسان يتوقف عن التدريب والتعليم والتطوير، لعدم وجود ما يحفزه على ذلك ، اضف إلى أن ما نتعلمه في صفوف الدراسة يختلف تماما عن الواقع العملي كوننا نلقن معلومات ونحفظ لننجح ، اما هنا نطبق ما تعلمناه في صفوف الدراسة ، هنا اعطوني فرصة بأن ادخل جزء في بحث الدكتور ليرسخ العلم ويتطور خاصية البحث عند الانسان
• على ذكر البحث لماذا نحن لدينا الباحثون قليلون جدا رغم وجود كم هائل من المتعلمين لدينا، ونمتلك جامعات كبيرة ومتطورة؟
للإجابة على هذا السؤال اسمح لي أورد قصة تخصصي الأول الذي كان عبارة عن بحث، وعند الانتهاء من البكالوريوس لم تجد وزارة الصحة أو التعليم تصنيف وظيفي لتخصصي ، لان الباحث عندنا كالصحفي أو الكاتب في مجال لا يعتدون بعلمه ، ولا يوجد في جامعاتنا دراسة لمثل تخصصي الا في جامعة الأمير نوره فقط، لان المتعارف عليه أن المبتدي لا يسمح له بالبحث اعدادا أو مشاركة ، واقل من يعمل في البحث لدينا من يحمل شهادة الدكتوراه على اقل تقدير ، وعند الحاجة يأتون بالمتعاقد ليقوم بمهمة البحث ، على سبيل المثال نحن في هنا في أمريكا نعتمد على الأجهزة المتطور في مختبراتنا ، وفي بلادنا أيضا تعتمد على بعض الأجهزة لكن من يعمل على الجهاز متعاقد من غير أبناء الوطن او بناته ، لان الثقة فيه معدومة دائما
• معنى ذلك انكم بحاجة إلى ثقة أكبر وتدريب متقن على التخصص وانتهى الامر؟
هناك جمله في التدريب الأمريكي تعجبني دائما واضعها نبراس وهو قولهم 🙁 انا دربتك وأنا اثق في تدريبي لك وارغب في رؤية نتاجه في عملك ) فهم يتقنون تدريبنا لذلك يثقون في عملنا بعد التدريب ، ففي السعودية هذا ما نحتاجه ، نحن بحاجة إلى تدريب جاد ، ثم الثقة ، وانا سبق وذهبت الى مختبر في مركز صحي بلدة صغيرة في المنطقة الشرقية ، كنت اسعى خلف الفني المتعاقد من اجل تدريبي ، لكنه مع الأسف كان يحتفظ بعلمه ، ولا يسعى لتعليمي أو تدريبي في تخصصنا ، وهذا بالطبع عامل يجعل الانسان يتراجع وكم من مواهب من أبناء الوطن دفنت بهذه الطريقة .
زاوية القراء
> نرجس السلمان: أكثر من 12 سنة في أمريكا صقلت حياتي … والسعودية موطني وهمي الأول
نرجس السلمان: أكثر من 12 سنة في أمريكا صقلت حياتي … والسعودية موطني وهمي الأول
24/04/2018 6:09 م
حققت تفوق في الدراسة وتعمل في أفضل مستشفيات شيكاغو(1ــ2)
نرجس السلمان: أكثر من 12 سنة في أمريكا صقلت حياتي … والسعودية موطني وهمي الأول
شاهد الآن - محمد برناوي (حوار)
شاهد الآن - محمد برناوي (حوار)
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/48560/
التعليقات 1
1 pings
Hawra
27/04/2018 في 12:06 ص[3] رابط التعليق
مشاءالله انسانه مكافحه صديقتي نرجس