في أحد الدورات التدريبية عن البهجة والاستمتاع في الحياة، سألتني أحد المتدربات كيف للإنسان أن يستمتع في حياته مع وجود المكدرات والمنغصات !!، فأجبتها هل لك أن تتخلصي من الملح في طعامك والاكتفاء بالسكر وإضافته لجميع طعامك لأنه الأحلى !!، فأجابت لا يمكن!! الأطعمة المالحة لا تصلح إلا بالملح، والأطعمة السكرية لا تصلح إلا بالسكر!
وهكذا الحياة لن تتذوقها إلا إذا تمازجت حياتنا بين السلب والإيجابي، تستمتع بالإيجاب، ويأتي السلب ليجعلك تثمن الإيجاب، ولأن استدامة الإيجاب من سعادة وفرح يدخلك في دائرة التكيف التمتعي !!، مما يستهلك مشاعرياً فلا تحس ولا تقدر حجم ما لديك من نعيم لتكيف حواسك لها ، وحينها تمل وتصاب بفوضى المشاعر وكأنك محروم من النعم دهراً !!.
والوعي يمنحك فرصة التوازن في حياتك ، لأنه وببساطة يدلك للبوابة السحرية للحياة “الامتنان “والشكر للمتفضل الديان لأبسط النعم وصغيرها فضلا عن كبيرها ، بل وتكون في سلام داخلي وحنكة وحكمة ، بل وعافية متجددة ورضا يصدقها قول المعطي الوهاب ” ولئن شكرتكم لأزيدنكم ” فالحمد الله لكل تفاصيل حياتك و ما لديك يتبعه مزيد من حياة البهجة والطمأنينة والسكون التي يلح عليك قلبك للوصول لها .
لذا ومنذ أوائل ولادة يومك، أشكر الله أولاً لنعمة بلوغ لحظات جديدة لحياتك حرم منها آلاف بشرية ، ثم عدد نعمك وليس متاعبك مهما كانت ، ستجد شيئاً لذيذاً يسري في عروقك ، وكأنك تعيشه لأول مرة !.
أحتفي بحياتك ، أحتفي بالأفراح الصغيرة فهي وقود للكبيرة ، أجعل كل صباح منصة زمن للاحتفاء بحياتك بتعدد قطع السكر ” الحلوى ” في حياتك ، أنفاسك ، عمل أجهزة جسمك ، بصرك ، سمعك ، زوجك ، أبناؤك ، والديك ، وظيفتك ، أهلك ، مدينتك ، أصدقاؤك ، صحتك ، وعافيتك ، مقتنياتك المادية والكثير المثير ، والتي تعد أحلاما لدى البعض ، وأسجد لله شكر مع استشعارك له واستبصارك لنعيمها في حياتك.
لا تجعل كل لحظة تغادرك ، وإلا وتمتمت بالثناء لله وجهرت لأنعمه عليك ، وسريان النعيم في حياتك بدون طلبك ،لتستجلب المزيد فأنت تستحق الحياة الطيبة والعيش الرغيد والمزيد والمزيد ياهمام.
ختاماً ، أنت وأنا في نعيم ، لكن لا نشعر به أحياناً، لأننا دوماً ننظر لما في أيدي من حولنا !!، فضلاً ليس أمراً ، من هذه اللحظة غض بصرك المضطرد لملاحقة نعم الله على الآخرين مباشرة أو افتراضياً، ثم بارك لهم ، وأشكر نعمة الله لديك ومحروم منها من تطارده ببصرك وعقلك ، وابتسم لذاتك ، وأجمع قواك وأنطلق للحياة الجميلة ياسعيد .
كتابنا
> كم قطعة حلوى في حياتك ؟!
كم قطعة حلوى في حياتك ؟!
03/07/2018 12:50 م
كم قطعة حلوى في حياتك ؟!
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/56899/
التعليقات 1
1 pings
عائشة
03/07/2018 في 1:27 م[3] رابط التعليق
أحسنت انتقاء عنوان المقال والأحسن منه كلماته المؤثرة اللهم ارزقنا شكر نعمتك