أثبتنا أننا قادرون على استيعاب القرارات المفصلية سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية متى ما تم اختيار التوقيت المناسب لها، دائماً ما كانت حكومتنا تعرف احتياجات المواطن ورغباته، فأحياناً قد ننتظر طويلاً لكنها في النهاية تحقق تلك الرغبات، وفق توازنات ومعادلات دقيقة كان السر دائماً في اختيار التوقيت، وعلى سبيل المثال قيادة المرأة للسيارة، ومن المؤكد هناك من سيخرج ويقول: لماذا لم يكن قرار قيادة المرأة للسيارة من قبل عامين أو أكثر؟ فالمرأة قادت وكانت الأمور طبيعية. ولكن لو اتخذ هذا القرار سابقاً فهل ستكون الاستجابة فعالة وإيجابية كما هي الآن؟ فمن الطبيعي لا أحد يضمن مثل هذا أبداً، لذلك نقول إن السر في اختيار الوقت والظروف المناسب.
وبالتأكيد أن قيادة المرأة في دولة مثل السعودية حدث مهم يتصدر أخبار الصحف المحلية و العالمية، فغالبية المجتمع السعودي أثبتت قابليتها للتغيير وأن المرحلة الحالية هي التوقيت المناسب له، وهنا علينا أن ندرك بأن قيادة المرأة للسيارة جزء من مشروع ضخم ضمن التغيير والتجديد «لرؤية 2030»، الهادف إلى رفع نسبة النساء العاملات ومساهمة النساء في دخل الأسرة، فالتنويع الاقتصادي الذي تعمل عليه السعودية وبرامج التحول الوطني تعتمد جميعها على المشاركة الكاملة من المرأة، ومن دون تمكين المرأة وقيادتها للسيارة فستصبح كل تلك البرامج والخطط غير قابلة للتنفيذ، فيوم الأحد الموافق 10/10/ 1439هـ الذي سمح فيه للمرأة بأن تقود يوم تاريخي للمجتمع السعودي بأكمله وليس للنساء وحدهن فقط، وحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان أعطت الخيارات للنساء ولم تفرضها عليهن، فأصبح لديهن الحق الكامل في قيادة السيارة، وللنساء الخيار في تحديد رغبتهن في القيادة من عدمها وليس شرطاً ملزماً لهن، فالاختيار متاح لجميع السيدات ومن حقهن أن تحددنا ما يناسبهن، وكما أن قيادة السيارة حق واختيار للبعض، فإن عدم القيادة أيضاً حق واختيار للبعض الآخر.
بقي أن نشير إلى أن كل القرارات التاريخية التي أصدرت خلال الثلاث السنوات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعمل عليها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تتشارك وتشير بأنها حزمة واحدة ضمن مشروع التحول الوطني، وليست مشاريع منفصلة بعضها عن بعض.
الكاتب / عبدالله الزبدة
ak.alzebdah@gmail.com