يعيش مرضىٰ الفشل الكلوي مُعاناة حقيقية مع المرض الذي يجعلهم في صراع مرير مع الحياة التي قد تنتهي في أي لحظة بعد أن تحول حصولهم علىٰ مُتبرع للكلىٰ بصيص الأمل الوحيد الذي يربطهم بالحياة، وهذه نورا ناصر واحدة من هؤلاء المُبتلين الصابرين تروي حكايتها لنا فتقول بدأت قصتي عندما حملت بطفلي الخامس وكنت أذهب للعيادة في مستشفىٰ الملك عبدالعزيز، وكانت الدكتورة تُخبرني أن هُناك مُشكلة وكنت أظن أنها تقصد في الجنين ولم أعي أنّي أنا المقصودة، فقد كنت أعاني من إرتفاع الضغط الدائم أثناء الحمل إلىٰ أن شعرت بألم شديد في الرأس وصداع في الشهر التاسع لم أستطع النوم في ذٰلك اليوم، وأخذني زوجي إلىٰ المستشفىٰ فكان الضغط عندي مرتفع 240 حاولوا إنزال الضغط ولٰكن لا فائدة، فطلبوا من زوجي التوقيع فورًا لدخول غرفة العمليات، ووضعوا لي مُخدر كامل خوفًا لأني اصبت وقتها بتشنجات بعد الولادة بمولود ذكر ولله الحمد، فادخلوني في غيبوبة خوفًا من ضغط الدم علىٰ الرأس واخبروا زوجي بذٰلك.
جلست سبعة أيام علىٰ تلك الحال أعاني إرتفاع بضغط الدم، وانعدام الرؤيه، وكذٰلك توقفت عندي الكلىٰ عن العمل، حتىٰ جاء اليوم السابع وطلبوا من زوجي البقاء بجانبي أثناء إيقاف المُخدر وكان يهمس لي بأن أقاوم واهدأ خوفًا علىٰ الدماغ .. فعلا صمدت وتجاوزت المرحلة في ذٰلك اليوم، وفرح زوجي والأقارب بذٰلك وماهو الا يوم واصبت بإنتفاخ شديد في البطن وتبيّن في الأشعة وجود فتحة في الأمعاء، وطلبوا من زوجي التوقيع بسرعة لإجراء عملية عاجلة لي لتفادي تطور المشكلة، وادخلوني من جديد غرفة العمليات وقال الطبيب احتمال نجاح العملية فإن لم تنجح قد تبقىٰ الأمعاء هكذا مدىٰ الحياة، ولٰكن الله حفني برحمتة ونجحت العملية، وقضيت في المستشفىٰ 24 يوم، وبعدها خرجت ولٰكني أصبت بالفشل الكلوي، فالكليتان لا تعمل، فعادت لي المأساة من جديد، وأجريت عمليتين واحدة بالذراع وأخرىٰ في منطقة الصدر فتحة للغسيل الكلوي وها أنا أعاني من الغسيل الكلوي يوم ويوم واحتباس الماء بكميات كبيرة و أنتظر الفرج من الله بأن أجد مُتبرع يُنقذني من عناء الغسيل والتعب الذي أجده بعد كل زيارة للمستشفىٰ، وأنا أُناشد المسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة بنجدتي ومساعدتي في الحصول علىٰ كلىٰ تُنهي مُعاناتي.
تجدر الإشارة إلىٰ أن مرض الفشل الكلوي يعد من الأمراض المُزمنة والمُنتشرة بين المُجتمعات، ويصيب جميع الفئات العمرية ولٰكن كبار السن هم الأكثر عرضة للإصابة به.
حيثُ يبلغ عدد مرضىٰ الغسيل بالمملكة العربية السعودية حوالي 3700 مريض
يُضاف إلىٰ ذٰلك حوالي 110 مرض جدد
لكل مليون نسمة سنويًا .




